أعلن الحوثيون رفضهم المشاركة في حوار لحل النزاع المستمر مع الحكومة اليمنية يعقد في السعودية، في وقت يسعى مجلس التعاون الخليجي لجمع طرفي الحرب اليمنية.
وتقود السعودية تحالفًا عسكريًا في اليمن دعمًا للحكومة التي تخوض نزاعًا داميًا على السلطة مع الحوثيين منذ منتصف 2014، في حرب قتل وأصيب فيها مئات الآلاف، وتسببت بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة.
ووفقًا لمسؤولين خليجيين، يقود مجلس التعاون جهودًا دبلوماسية لإجراء مشاورات في الرياض بين الحكومة اليمنية والحوثيين في نهاية الشهر الحالي في محاولة لوقف النزاع المدمر.
لكن مسؤولًا في "المجلس السياسي الأعلى" لجماعة الحوثيين، أبرز سلطة سياسية للحوثيين، أكّد رفض الجماعة الذهاب إلى الرياض للتحاور.
وقال لوكالة "فرانس برس" مفضّلًا عدم الكشف عن هويته: "سنرحّب بالدعوة للتحاور في أرض غير أرض دول العدوان"، في إشارة إلى السعودية والدول المشاركة في التحالف العسكري الذي تقوده المملكة.
وتابع: "نحن دائمًا وأبدًا، أيدينا ممدودة للسلام والسلام المشرف لجميع اليمنيين".
رفع القيود "التعسفية"
وفي بيان سابق لجماعة الحوثي قالت فيه: "إنه من غير المنطقي ولا العادل ولا الجائز أن يكون الداعي والمضيف للحوار الدولة الراعية للحرب والحصار الظالم على الشعب اليمني".
واعتبرت الجماعة أن رفع القيود "التعسفية" عن الموانئ اليمنية ومطار صنعاء يجب أن يكون أولوية.
وضغطت الأمم المتحدة والولايات المتحدة، اللتان تحاولان التوصل إلى هدنة، على الرياض لرفع القيود البحرية والجوية المفروضة على المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين لتخفيف أزمة إنسانية طاحنة. ويقول التحالف إن الحصار يهدف إلى منع تهريب الأسلحة.
مشاورات الرياض
ونقلت وكالة "رويترز"، الثلاثاء، عن مسؤولَين خليجيين، قولهما إن مجلس التعاون الخليجي يدرس إمكانية دعوة جماعة الحوثي، وأطراف يمنية أخرى لإجراء مشاورات في الرياض هذا الشهر، في إطار مبادرة ترمي لتعزيز مساعي السلام التي تقودها الأمم المتحدة.
وقال مسؤولان للوكالة: إنّ دعوات رسمية سترسل في غضون أيام لإجراء محادثات تتناول الجوانب العسكرية والسياسية والاقتصادية للحرب بين الحوثيين والتحالف السعودي الإماراتي، في الوقت الذي تدخل فيه الحرب عامها الثامن اليوم.
وأضاف المسؤولان أن المسؤولين الحوثيين سيكونون "ضيوفًا" على نايف فلاح مبارك الحجرف الأمين العام لمجلس التعاون في مقر المجلس بالرياض بضماناته الأمنية، إذا ما قبلت الجماعة الدعوة للمشاركة في المحادثات المقرر أن تتم في الفترة من 29 مارس/ آذار إلى السابع من أبريل/ نيسان.
ويحتاج ملايين اليمنيين للمساعدة. وأعربت الأمم المتحدة عن خيبة أملها بعدما جمع مؤتمر للجهات المانحة لليمن عُقد الأربعاء أقل من ثلث المبلغ المطلوب الذي تقول المنظمة إنه ضروري لتجنيب البلاد كارثة إنسانية.