تلقى العملات الرقمية المشفرة في الفترة الأخيرة رواجًا يجذب تباعًا الكثير من المستثمرين.
وبينما ظل كثيرون حذرين أمام عدم استقرار قيمة هذه العملات، أُثيرت تساؤلات بشأن أثر خبر فرار مؤسّس منصة لصرف العملات الرقمية في تركيا وبحوزته ملياري دولار من أموال المستثمرين.
احتيال خطير
وكانت السلطات التركية أصدرت مذكرة توقيف دولية بحق مؤسس المنصة. وأوقفت الشرطة 62 شخصًا في عمليات مداهمة لاحتمال ارتباطهم بشركة "ثيودكس"، التي ترأسها رجل الأعمال الهارب فاروق فاتح أوزار.
وأفادت وكالة أنباء "دوغان" الخاصة بأن النيابة تحقّق بشأن أوزار بتهمتي "الاحتيال الخطير وتأسيس منظمّة إجرامية".
ونشر مسؤولو أمن أتراك أول من أمس الخميس صورة له أثناء مروره عبر قسم الجوازات في مطار إسطنبول وهو في طريقه إلى وجهة لم يتم تحديدها. ثم أكدت مصادر أمنية لاحقًا أن أوزار وصل إلى ألبانيا.
ومنصة "ثيودكس" علقت من جانبها التداول بعدما نشرت رسالة غامضة الأربعاء تفيد بأنها تحتاج إلى خمسة أيام للتعامل مع استثمار خارجي لم تحدده.
وذكرت تقارير إعلامية أن المنصة أغلقت بينما كان لا يزال بحوزتها ملياري دولار من 391 ألف مستثمر.
تذكير بعدم اليقين
ما حصل في تركيا هو بمثابة تذكير بعدم اليقين التنظيمي المحيط بصناعة التشفير؛ فيشير تقرير على موقع CNBC، إلى أنه على الرغم من أن بعض البلدان طبقت قواعد تهدف إلى إخضاع مشاريع العملات المشفرة لإشرافها، إلا أن هذه الصناعة تفتقر إلى مستوى التدقيق الذي عُرف في الأسواق المالية الأكثر رسوخًا.
وذكّر الموقع بإفلاس شركة QuadriCGX الكندية في العام 2019، بعد وفاة رئيسها التنفيذي؛ مما أدى إلى احتجاز ما قيمته ملايين الدولارات من الأصول المشفرة في محفظة رقمية.
وأشار إلى أن هيئة الرقابة على الخدمات المالية البريطانية حذرت في يناير/ كانون الثاني من أن مستثمري العملات الرقمية "يجب أن يكونوا مستعدين لخسارة كل أموالهم بسبب المخاطر العالية" المرتبطة بهم.
بدوره نوّه موقع Financial Times إلى هبوط عملة "بتكوين" إلى 47705 دولارات من ذورتها البالغة 63000 دولار قبل 10 أيام، ليشير إلى أن ذلك يوضح الطبيعة شديدة التقلب لأسواق العملات المشفرة.
عملة لا مركزية
ويلفت موقع CNBC إلى أن عملة "بتكوين" والعملات المشفرة الأخرى لا مركزية، مما يعني أنه لا يتم التحكم بها من قبل فرد واحد بل من قبل شبكة من الحواسيب.
ويشرح أن الفكرة من هذه العملات في الأساس أن يكوّن الناس مصرفهم الخاص، وأن يحتفظوا بالمال خارج النظام المالي التقليدي.
واكتسب ازدهار آخذ في النمو لسوق الأصول المشفرة في تركيا المزيد من الزخم في الآونة الأخيرة، إذ يأمل المستثمرون في الربح من ارتفاع "بتكوين" والتحوط من التضخم.
لكن البنك المركزي التركي حظر أخيرًا استخدام العملات والأصول المشفرة في شراء السلع والخدمات، مشيرًا إلى أضرار محتملة "غير قابلة للإصلاح" ومخاطر كبيرة في تلك التعاملات.
