أكد مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي اليوم الثلاثاء، أن تل أبيب غير قادرة على القضاء على حركة المقاومة الإسلامية "حماس كفكرة".
تصريحات هنغبي جاءت بعد أيام من تصريح أدلى به المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، قال فيه: إن "حماس فكرة، لا يمكنك تدمير فكرة، يجب على المستوى السياسي أن يجد بديلًا لها وإلا فستبقى".
ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "تدمير حماس" أحد أهداف الحرب، رغم تشكيك العديد من المحللين العسكريين والمراقبين الإسرائيليين في إمكانية تحقيق ذلك.
مستشار الأمن القومي الإسرائيلي: القضاء على حماس يستغرق وقتًا طويلًا
وخلال كلمة له في جامعة "رايخمان" بمدينة "هرتسليا"، قال هنغبي: إن "القضاء على حماس سيستغرق وقتًا طويلًا"، مشددًا على ضرورة إيجاد "بديل للحركة" في قطاع غزة، الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأردف أن "البديل عن حكم حركة حماس قيادات محلية تكون قادرة على العيش إلى جانب إسرائيل"، وفق تعبيره.
وأقرّ أن الوقت ليس في صالح الأسرى الإسرائيليين في غزة، لكنّه قال إنه: "متفائل".
وبشأن الجبهة الشمالية، أشار هنغبي إلى أن تل أبيب ستقضي الأسابيع المقبلة في محاولة حلّ الصراع مع حزب الله اللبناني، وإنها تفضل حلًا دبلوماسيًا.
وذكر هنغبي أن إسرائيل تناقش مع مسؤولين أميركيين احتمال أن تسمح النهاية المتوقعة للعمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة في غزة، بالتوصل إلى "ترتيب" مع حزب الله.
وقال هنغبي في مؤتمر هرتسليا: "نحن والأميركيون سنخصص أسابيع الآن لمحاولة التوصل إلى تسوية".
وأضاف: "إذا لم يكن هناك ترتيب عبر الوسائل الدبلوماسية، يدرك الجميع أنه يتعيّن أن يكون هناك ترتيب عبر وسائل أخرى. وفي الوقت الحالي نفضل التركيز على الحملة الدبلوماسية".
تصريحات تساحي هنغبي
إلى ذلك، أفاد مراسل التلفزيون العربي من القدس المحتلة أحمد دراوشة أن عبارة جاءت على لسان هنغبي أثناء حديثه أثارت غضب الحاضرين، وذلك عندما قال إن مسألة الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين ليست أكثر أهمية من بقية الأهداف التي وضعتها إسرائيل لهذه الحرب، لكنها الأكثر أولوية خلال الفترة المقبلة.
وقال هنغبي، حسب مراسلنا: إن "إسرائيل تعمل ومصرّة على التوصل إلى اتفاق خلال الفترة المقبلة، وملتزمة بالخطة الإسرائيلية التي تحوّلت إلى مبادرة أعلن عنها الرئيس الأميركي جو بايدن".
وهنغبي الذي عاد من مباحثات أجراها في واشنطن، قال: إنه "لمس التزامًا أميركيًا بالمبادرة التي أعلن عنها الرئيس الأميركي جو بايدن. لكنه أقر بعدة أمور منها غياب إستراتيجية إسرائيلية لليوم التالي في قطاع غزة، وبعدة خلافات تجري مع الولايات المتحدة".
وعبّر هنغبي عن تفاؤله بإمكان التوصل إلى اتفاق شامل خلال الفترة المقبلة، وليس اتفاقًا جزئيًا، كما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي.
والأربعاء، أقر المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري، بأنه "لا توجد إمكانية حقيقية" لتدمير حماس، قائلًا: إن "مسألة تدمير المنظمة الفلسطينية أو جعلها تختفي مجرد ذر الرماد في عيون الجمهور".
وبحسب قوله، فإن "السبيل الوحيد لإضعاف حماس هو تشكيل حكومة جديدة في القطاع".
ورد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على كلام هاغاري، قائلًا: "لقد حددت الحكومة السياسية الأمنية برئاستي تدمير القدرات العسكرية والحكومية لحماس كأحد أهداف الحرب، والجيش الإسرائيلي ملتزم بالطبع بهذا الأمر"، وفق تعبيره.