مع تصاعد التوتر في المنطقة، عزّزت الولايات المتحدة وجودها العسكري في المنطقة بشكل متسارع.
ونشرت واشنطن بارجات وفرقاطات وحاملات طائرات في الجغرافيا وفي البحر الأبيض المتوسط، في الوقت الذي استهدفت فيه قاعدة عين الأسد العسكرية في العراق بعد أشهر من الهدوء النسبي الحذر.
وبينما تقول الولايات المتحدة إنّ طهران تسعى إلى التصعيد، وتُجدّد عزمها الدفاع عن إسرائيل مع عملها على خفض التوتر في المنطقة، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن مسؤولين أميركيين قولهم إنّ إيران نقلت خلال الأسبوع الماضي عددًا من قاذفات الصواريخ وأجرت تدريبات عسكرية.
ويتزامن ذلك مع استهداف قاعدة عين الأسد في العراق بعد أشهر من الهدوء النسبي الحذر ما أدى لإصابة جنود أميركيين.
تصعيد على الجبهة الشمالية
وفي الجبهة الشمالية، تقول إذاعة الجيش الإسرائيلي إنّ مصابين نُقلوا إلى مستشفى الجليل بعد الهجوم الذي نفّذه "حزب الله" بالمُسيّرات خلال استهدافه مقر قيادة لواء "غولاني" ومقرّ وحدة "إيغوز"، وفقًا لبيان الحزب.
وردّ جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف متواتر على بلدات وقرى حدودية، فيما خرقت طائراته جدار الصوت فوق بيروت، تزامنًا مع خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله خلال إحياء ذكرى مرور أسبوع على اغتيال أحد قياديه فؤاد شكر.
وقال نصر الله إنّ "نصر إسرائيل يمثّل خطرًا كبيرًا على كل المنطقة"، معتبرًا أن انتظار تل أبيب الردّ على اغتيال فؤاد شكر ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية في طهران "جزء من العقاب".
هذا التصعيد والتصعيد المضاد، يدعمه انتشار عسكري تُعيد القوات الأميركية فيه تموضعها بجغرافيات متنوّعة.
وتُردّد تل أبيب أنّها على استعداد تام للانتقال من الدفاع إلى الهجوم، بينما يُشير مستواها العسكري إلى ضرورة القيام بضربة استباقية وعدم انتظار الهجوم الإيراني.
"مناطق نفوذ لتعزيز الردع"
جغرافيًا، تُحاصر إيران إسرائيل استنادًا لما تقول عنهم واشنطن إنهم حلفاء طهران. كما تُحاصر أميركا إيران من خلال نشر قوات جديدة وتعزيز قوات كانت موجودة أساسًا في الشرق الأوسط.
وبين هاتين الصورتين، يتردّد مصطلحا "النجاحات التكتيكية" و"الأخطاء الإستراتيجية" في الوقت ذاته.
وفي هذا الإطار، قال الخبير العسكري محمد الصمادي في حديث إلى التلفزيون العربي، إنّ واشنطن تقسّم دول العالم إلى مناطق نفوذ لتعزيز الردع وتأمين الدعم الحاسم لعملياتها وتعزيز الأمن البحري حتى تمكّن قواتها من الاستجابة السريعة.
وأضاف أنّ الانتشار الأميركي بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ارتفع في منطقة الشرق الأوسط لدعم إسرائيل في مواجهة أي هجوم، وضمان أمنها.
ورأى أن الانتشار العسكري الأميركي في المنطقة يأتي في إطار استعراض القوة، ولكن في الوقت نفسه هناك إمكانية لاستخدامها لضمان الأمن الوجودي لإسرائيل، وتفوقّ تل أبيب في المنطقة.