الجمعة 13 Sep / September 2024

واقع مرير زادته كارثة الزلزال مأساوية.. نزوح "مزدوج" في شمال سوريا

واقع مرير زادته كارثة الزلزال مأساوية.. نزوح "مزدوج" في شمال سوريا

شارك القصة

ناقش برنامج "للخبر بقية" التحذيرات الأممية من تشريد الزلزال لـ5 ملايين شخص في سوريا (الصورة: غيتي)
ماذا بعد تحذيرات الأمم المتحدة من احتمال تشريد الزلزال لأكثر من خمسة ملايين شخص في سوريا؟ وكيف سيكون الوضع هناك بعد الكارثة المدمرة والأزمة المركّبة؟

في صلب مأساة منكوبي الزلزال في سوريا، وفي خضم النداءات المستمرة لانعدام المساعدات الإغاثية ونقصها في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في الشمال السوري، أصدرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تحذيرًا من أن الزلزال المدمّر سيشرّد أكثر من 5 ملايين و300 ألف شخص، باتوا بحاجة إلى مأوى. وذكرت أن عددهم يعتبر ضخمًا بالنسبة لشعب يعاني أساسًا من نزوح جماعي.

وبلغة الأرقام أيضًا، أشارت تقديرات الأمم المتحدة، قبل ساعات قليلة من وقوع الزلزال، إلى أن أكثر من 4 ملايين شخص في شمال غرب سوريا يعتمدون على المساعدات القادمة عبر الحدود. 

وأغلب هذه الأعداد هي أشخاص نزحوا بسبب الحرب، ومن بينهم 2 مليون شخص يعيشون في مخيمات عشوائية ونظامية في مناطق خاضعة لسيطرة فصائل المعارضة.

واقع مرير زادته كارثة الزلزال مأساوية، التي حوّلت النازحين بفعل الحرب إلى نازحين مرة أخرى.

حرب، فنزوح، فمعاناة متعددة الأوجه، فنزوح من جديد بفعل كارثة طبيعية. صورة مرعبة لم تشفع لضحاياها أمام المنظمات الأممية التي عجزت حتى الآن عن إغاثة متضرّري الزلزال في الشمال السوري، الذي يعاني من انعدام المساعدات ونقصها الحاد في أحسن الأحوال.

أما الحديث عن عدم وصول معدات الإنقاذ الخفيفة والثقيلة، على حد سواء، فصار ترفًا قياسًا بعد عدم وصول رغيف الخبز من جهة، وانتهاء مهمات الإنقاذ من جهة أخرى.

الخيم أصبحت حلمًا

في هذا السياق، أوضح المدير التنفيذي لوحدة دعم الاستقرار في سوريا، منذر السلال، أنّ الشمال السوري يستقبل أكثر من مليوني نازح يبيت معظمهم في الخيم منذ أكثر من 12 عامًا.

وقال السلال في حديث إلى "العربي" من أعزاز: إن الخيم أصبحت حلمًا لمتضرّري الزلزال في الشمال السوري.

وأضاف: "ما يزيد الوضع مأساوية هو استمرار الهزات الأرضية الارتدادية، إضافة إلى الطقس البارد، وتأخر وصول المساعدات الأممية".

"فضح حقيقة المؤسسات الدولية"

بدوره، اعتبر المختصّ بشؤون اللاجئين عبد المجيد المراري، أن "الزلزال فضح حقيقة المؤسسات الدولية لناحية عدم امتلاكها القرار والإمكانيات، ناهيك عن غياب الضمير العالمي وضمير المؤسسات الدولية تجاه القيام بمسؤوليتها تجاه المتضرّرين".

وقال المراري في حديث إلى "العربي" من باريس: إنّ السوريين متروكون وحدهم لمواجهة مصيرهم منذ 12 عامًا.

وأضاف: "قاربت المؤسسات الدولية الأزمة السورية بازدواجية بسبب مصالحها الاقتصادية والسياسية، وأدارت ظهرها للشعب السوري".

ورأى أن المؤسسات الدولية والأمم المتحدة هما "أول من خذل الشعب السوري".

"حرص أممي على العلاقة مع النظام السوري"

من جهته، أكد رئيس قسم التخطيط السياسي في المجلس السوري والتحالف الأميركي من أجل سوريا محمد علاء غانم، أن "مسلسل خذلان الشمال السوري مستمر بداية من الأمم المتحدة التي فشلت فشلًا ذريعًا تجاه الشعب السوري".

وشدد غانم، في حديث إلى "العربي" من واشنطن، على أن "الأمم المتحدة تصرّ على اعتماد معبر باب الهوى وحده لإدخال المساعدات إلى سوريا".

وقال غانم: إنّ عشرات الخبراء القانونيين أكدوا أنه على الأمم المتحدة استخدام جميع المعابر المتاحة ومن دون إذن النظام السوري أو مجلس الأمن لإدخال المساعدات إلى سوريا.

وأضاف أن قرار الأمم المتحدة ناجم عن "حرصها على العلاقة مع النظام السوري، إذ إنها تعتبر أن حكومته شرعية".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close