شيع مئات الفلسطينيين، اليوم السبت، جثمان الشهيد الفتى أمجد الفايد (17 عامًا) من مخيم جنين شمال الضفة الغربية المحتلة.
واستشهد الفايد فجر السبت وأصيب آخر بجروح، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي التي اقتحمت مدينة جنين ومخيمها، حيث دارت مواجهات عنيفة مع الشبان عند شارع حيفا، أطلق الجنود خلالها الأعيرة النارية باتجاه الشبان.
وانطلق موكب تشييع الشهيد من أمام مستشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي في جنين، وجاب شوارع المدينة، وصولًا إلى منزل عائلته في المخيم، حيث ووري جثمانه الثرى بمقبرة المخيم، وسط ترديد هتافات منددة بالاحتلال وجرائمه ضد الشعب الفلسطيني.
كما ألقيت عدة كلمات لفصائل العمل الوطني والإسلامي، التي دعت إلى مزيد من الوحدة الوطنية من أجل التصدي لجرائم الاحتلال المستمرة، وإعداماته المتواصلة.
وأكد المتحدثون أن جرائم الاحتلال بحق أبناء جنين ومخيمها لن ترهب الفلسطينيين، وسوف يستمرون في المقاومة حتى دحر الاحتلال.
صور| تغطية صحفية: "تشييع جثمان الفتى أمجد الفايد الذي ارتقى برصاص الاحتلال في جنين". pic.twitter.com/kNR11vK7Zt
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) May 21, 2022
من جانبه، أكد والد الشهيد وليد الفايد لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" أن وحدات خاصة مستعربة بمساندة قوات الاحتلال أصابت نجله بعدة رصاصات في الساق، وعندما حاول الفرار على شارع جنين- حيفا، أمطرته بزخات من الرصاص ما أدى إلى إصابته بـ11 رصاصة في كافة أنحاء جسده.
وحمّل والد الشهيد سلطات الاحتلال مسؤولية إعدامه، مشيرًا إلى أن ما حصل مع الشهيد داوود زبيدي من عملية إعدام حصل مع نجله وبقية الشهداء.
في مقابلة صحفية.. والد أمجد الفايد: "لا يشفي غليل شعبنا إلا المــقــــاومــــة حتى النصر". pic.twitter.com/HcO3E8K1LY
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) May 21, 2022
في غضون ذلك، عمّ الإضراب التجاري الشامل مدينة جنين ومخيمها اليوم حدادًا على روح الشهيد الفايد، واستنكارًا لعدوان الاحتلال المتواصل على جنين ومخيمها.
"الخارجية" تدين جريمة إعدام الشهيد الفايد
وعلى صعيد ردود الفعل، أدان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية مقتل "الفايد"، وقال في بيان: إن "المحتلين لا يتوقفون عن ارتكاب جرائمهم ضد أهلنا في جنين".
وحذّر من التبعات الخطيرة لتلك الجرائم المتكررة، داعيًا المجتمع الدولي لإدانتها ومحاسبة مرتكبيها.
بدورها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، الاقتحامات المتواصلة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي في محافظة جنين ومخيمها.
واعتبرت الوزارة، في بيان لها، اليوم السبت، أن هذه الجريمة ترجمة عملية لتوجيهات رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي المتطرف نفتالي بينيت، الذي أكد في أكثر من مناسبة على عدم وجود أي قيود أو روابط لتصرفات او ممارسات جيش الاحتلال.
وحذرت من مغبة التعامل مع الشهداء باعتبارهم أرقامًا وبيانات إحصائية، "ما يشجع سلطات الاحتلال على ارتكاب مزيد من الجرائم وتصعيد عدوانها ضد شعبنا".
وطالبت الوزارة المجتمع الدولي بوقف سياسية الكيل بمكيالين في تعامله مع الانتهاكات والجرائم التي ترتكب بحق الفلسطينيين
"جريمة بشعة"
من جهتها، أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أنَّ استهداف الاحتلال للفتى أمجد الفايد جريمة بشعة، وإرهاب متصاعد يفضح وحشية هذا الاحتلال وساديته ويكشف حالة الارتباك والرّعب الذي يعيشه قادته وجنوده، بفعل حالة التلاحم الشعبي والمقاومة في جنين وعموم الضفة الغربية المحتلة.
وشددت الحركة على أنّ "دماء الشهيد وكل دماء الشهداء الأبرار ستكون وقودًا لانتفاضة متجددة، وستزيد شعبنا إصرارًا على تصعيد المقاومة والاشتباك مع الاحتلال بكل الوسائل، حتّى ردعه وزواله عن أرضنا".
مواجهات وقمع فعاليات
وأمس الجمعة، أصيب عشرات الفلسطينيين بنيران الاحتلال الإسرائيلي خلال مواجهات وقمع فعاليات في مناطق متفرقة بالضفة الغربية المحتلة، فيما أقدم مستوطنون على دهس طفل والاعتداء على مواطن، واعتقل الاحتلال 11 مواطنًا وأخطر بوقف البناء في منزل وغرفة سكنية في بيت لحم والخليل، وهاجم مراكب صيد في قطاع غزة.
وكان جيش الاحتلال اقتحم الأربعاء مخيم جنين، واعتقل شابًا بعد أن داهم منزل ذويه، وسط اندلاع مواجهات.
وخلال الأسبوعين الماضيين، استُشهد أربعة فلسطينيين، بينهم الصحافية شيرين أبو عاقلة، برصاص الاحتلال ليُضاف إليهم الشهيد الفايد، فيما قُتل جندي إسرائيلي وأصيب أربعة جنود ومستوطنين.
ووفق وزارة الصحة الفلسطينية، قَتل الجيش الإسرائيلي نحو 55 فلسطينيًا في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة، منذ مطلع العام الجاري.