كشفت وثيقة سرية للأمم المتحدة أن حركة طالبان كثفت عمليات البحث عن أفغان تعاملوا مع القوات الأجنبية، رغم وعودها بعدم الانتقام منهم.
وجاء في التقرير الذي وضعته مجموعة من خبراء في تقييم المخاطر، أن طالبان وضعت قوائم ذات أولوية للأفراد الذين ترغب باعتقالهم، وعلى رأسهم الذين كانوا يشغلون مناصب مسؤولة في صفوف القوات المسلحة الأفغانية وقوات الشرطة ووحدات الاستخبارات.
واعتبر أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة الأردنية، بدر الماضي، هذه الوثيقة بمثابة "نقض للعهود" في حال ثبت صحتها، وأن طالبان حاولت من خلالها أن تمرر عدة رسائل إلى الداخل الأفغاني وإلى المجتمع الدولي.
كما أكد الماضي، في حديث إلى "العربي" من عمّان، أن الأحداث الداخلية االتي وقعت في أفغانستان، من مظاهرات مناهضة للحركة إلى الهروب عبر المطار، تشكل تحديًا لحركة طالبان، معتبرًا أنه على طالبان أن تتوصل إلى نتيجة مفادها بأن "نهجها" لا يتماشى مع نهج بناء الدولة وعليها أن تتعامل مع معارضيها ومع الأحداث بحرفية سياسية.
وأشار إلى وجود تيارات في الحركة لا تريد مشاركة الجميع بفكر ونهج آخر، لافتًا إلى أن المخاوف تزداد بأن تتحول طالبان إلى "مبادئها العامة" في حال زادت الضغوطات الداخلية عليها.
وعن دعوة أحمد مسعود، نجل القائد الأفغاني أحمد شاه مسعود إلى مقاومة طالبان بالسلاح، قال الماضي: إن ذلك يعيد إنتاج دور والده الذي كان من ألد أعداء الحركة سابقًا، مستبعدًا أن يستجيب الغرب لمطالبه بتزويده بالسلاح والذخيرة.