تنتشر الصراصير بشكل كبير في كل أنحاء العالم. وبغضّ النظر عن مدى محاولاتك لقتلها، فإنها لا تموت بسهولة.
فالصراصير خبيرة في البقاء على قيد الحياة في الداخل، والاختباء في أنابيب المطبخ أو الأدراج العفنة.
لكنّهم لم يصلوا إلى بيوتنا بهذه السهولة، حيث كشفت دراسة حديثة خريطة انتشار الصراصير لتُصبح الآفة التي تنتشر في جميع أنحاء العالم اليوم.
"قصة الحشرة والإنسان"
وقال ستيفن ريتشاردز، الأستاذ المساعد في كلية بايلور للطب الذي يدرس جينات الحشرات: "إنها ليست مجرد قصة حشرة؛ إنها قصة الحشرة والإنسان".
وأوضحت الدراسة التي نشرتها مجلة "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم" الأميركية، أنّ رحلة الصراصير بدأت قبل أكثر من ألفي عام من موطنها الأصلي في جنوب آسيا، انتقالًا إلى منازل البشر، لتتوافق بشكل وثيق مع التحولات التاريخية الكبرى في التجارة العالمية والاستعمار والحرب.
وذكرت الدراسة أنّ الصراصير المعروفة علميًا باسم "Blattella germanica" المنتشرة في كل مكان حول العالم، ظهرت لأول مرة في السجلات العلمية منذ 250 عامًا في أوروبا، ومن هنا اكتسب لقب "الصرصور الألماني".
وقام الباحثون بتحليل جينات 281 صرصورًا من 57 موقعًا في 17 دولة وست قارات. وأكدوا أنّ الصرصور الألماني نشأ بالفعل في جنوب شرق آسيا، ومن المحتمل أنّه تطوّر من الصرصور الآسيوي البري، المعروف علميًا باسم "Blattella asahinai" قبل نحو 2100 عام.
انتقلت إلى أوروبا قبل 270 عامًا
ووجد الباحثون أنّ الصراصير انتقلت حول العالم مع نمو النشاط التجاري والعسكري بين جنوب آسيا والشرق الأوسط وأوروبا لاحقًا، حيث يرجّح أنّها انتقلت عبر سلال الغذاء الخاصة بالجنود والمسافرين.
ورجّحت الدراسة أن الصراصير انتقلت لأول مرة إلى أوروبا قبل حوالي 270 عامًا، لتنتقل بعدها إلى الأميركيتين قبل حوالي 120 عامًا.
وأضافت الدراسة أنّ اختراعات مثل المحرّك البخاري وأنظمة الصرف الصحي والتدفئة الداخلية ساعدت الحشرات على السفر لمسافات أبعد والحصول على حياة مريحة في الداخل، لتنتشر بشكل شائع اليوم.
ورأى الباحثون أنّ استكشاف كيفية غزو الصراصير للبيئات، قد يُؤدي إلى تحسين مكافحة الآفات.
وقال مؤلف الدراسة الرئيسي وعالم الأحياء التطوّري تشيان تانغ: "من الصعب إبعاد الصراصير الحديثة لأنّها تتطوّر بسرعة لمقاومة المبيدات الحشرية".