قد يودّع الأطفال تجربة تلقي جرعات اللقاحات عبر حقن مؤلمة قريبًا، حيث يمكن استبدال الحقن بلصقات، بحسب صحيفة "ميترو" البريطانية.
فقد أظهرت نتائج تجربة هامة أن اللصقات طريقة آمنة وفعالة في الحماية من الحصبة والحصبة الألمانية مثل الحقن. وهي تستخدم الإبر المجهرية لتوصيل اللقاح عبر الجلد. وتستخدم تقنية مماثلة لتلك الموجودة في الرقع الجلدية المصممة لمراقبة مستويات السكر في الدم.
بديل فعّال للحقن
وعلى عكس اللقاحات التقليدية، لا يحتاج وضع اللصقات متخصصًا طبيًا مدربًا. كما أنها أكثر ثباتًا للحرارة، مما يعني أنه يمكن تخزينها في نطاق أوسع من درجات الحرارة، وبالتالي نقلها بشكل أسهل.
ويأمل الأطباء أن البديل غير المؤلم لن يشجع المزيد من الآباء على تطعيم أطفالهم فحسب، بل يساعد أيضًا في توسيع التغطية في المناطق التي قد يكون من الصعب الحصول على التطعيمات فيها، كما هو الحال في عدد من الدول الإفريقية.
فقد تضاعفت حالات الإصابة بالحصبة في جميع أنحاء العالم تقريبًا بين عامي 2022 و2023، حيث لم يتلق عدد كبير من الأطفال اللقاحات خلال جائحة كوفيد ما ساهم في ارتفاع معدلات الإصابة.
تجربة واعدة
وشملت تجربة اللقاح الجديد التي أجريت في غامبيا، 45 بالغًا تحت سن 40 عامًا، و130 طفلًا صغيرًا تتراوح أعمارهم بين 15 و18 شهرًا، و120 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 9 و10 أشهر. وتلقى المشاركون إما رقعة بإبرة دقيقة تحتوي على اللقاح وحقنة وهمية، أو رقعة وهمية وحقنة لقاح حي، مما يضمن حماية الجميع من المرض.
وتمت حماية أكثر من 90% من الأطفال من الحصبة، كما تمت حماية جميع الرضع من الحصبة الألمانية، مما يضمن الحماية نفسها التي توفرها اللقاحات التقليدية.
وقد قاد تلك التجربة باحثون من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي ونُشرت في مجلة "لانسيت".
ونقلت صحيفة "ميترو" عن المؤلف المشارك البروفيسور إد كلارك، وهو طبيب أطفال من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، قوله: "على الرغم من أنها في الأيام الأولى، إلا أن هذه نتائج واعدة للغاية وقد ولدت الكثير من الإثارة".
ورغم أن التجربة أظهرت نتائج واعدة للغاية، فإن حجم عينة الدراسة يعني أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث قبل الموافقة على استخدام اللصقات على نطاق واسع.