كشفت الوكالة اللبنانية الرسمية للاعلام أن وزيرة العدل في حكومة تصريف الأعمال في لبنان ماري كلود نجم زارت، يوم الجمعة، السجين جورج عبدالله الموجود في سجن لانمزان في فرنسا.
وعبدالله (70 عامًا)، هو أقدم سجين في فرنسا، حيث يُكمل سنته الـ37 في السجن الفرنسي في اكتوبر/تشرين الأول المقبل، رغم مرور أكثر من 20 عامًا على انتهاء مدة محكوميته، وحصوله على إفراج مشروط.
وقالت الوكالة اللبنانية الرسمية للاعلام إن وزيرة العدل زارت عبدالله لمدة 3 ساعات الجمعة، في سجن لانمزان بفرنسا.
من جهتها، أفادت الحملة الدولية لإطلاق سراح عبدالله بأن باريس اشترطت على الوزيرة اللبنانية عدم التصريح لوسائل الإعلام بشأن لقائها مع السجين، فيما لم يصدر عن الوزيرة تعقيب بشأن ما ذكرته الوكالة الرسمية ولا الحملة.
وكان سبق لنجم أن أثارت ملف جورج عبدالله في مايو/ايار 2020، في اتصال هاتفي بوزيرة العدل الفرنسية السابقة نيكول بلوبي.
وعبّرت عائلة عبدالله، في بيان، عن تقديرها العالي لهذه الزيارة، آملة أن تسفر عن نتائج إيجابية.
وفي العام 1984، اعتُقل جورج عبدالله في فرنسا، وبعد 3 أعوم حُكم عليه بالسجن المؤبد، بتهمة التواطؤ في أعمال "إرهابية"، والمُشاركة في اغتيال دبلوماسي إسرائيلي وآخر أميركي.
واكتفى روبير عبد الله، شقيق جورج، بالقول لوكالة "الاناضول"، إن عائلة جورج عبد الله "تقدر عاليًا هذه الزيارة، ونأمل أن تسفر عن نتائج إيجابية".
بينما كشفت "الحملة الدولية للإفراج عن المناضل جورج عبد الله"، في بيان، أن الوزيرة عبّرت لجورج عن امتعاضها من اشتراط باريس عدم إدلائها بأي تصريح إعلامي قبل أو بعد الزيارة.
وأضافت أن الوزيرة أعربت عن اقتناعها بأن عملية ترحيل عبدالله إلى لبنان تفترض توقيع وزير الداخلية الفرنسي، تطبيقًا لقرار الإفراج عنه.
واتهمت الحملة باريس بـ"لعب دور الحريص على مصالح اللبنانيين، في حين أن اهتمامها ينصبّ على انتزاع حصتها من عوائد إعادة إعمار ما دمّره انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس/ آب الماضي تحت ستار مساعدة اللبنانيين".
وبعد يومين من الانفجار الكارثي، زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبنان، وأطلق "مبادرة" بلهجة تهديد تشمل تشكيل حكومة تكنوقراط (وزراء غير حزبيين)، وإصلاح النظام المصرفي، وهو ما اعتبرته قوى لبنانية تدخلًا في شؤون بلدهم الداخلية.
وخلال تلك الزيارة وزيارة ثانية بعدها بأيام، دعا محتجون لبنانيون ماكرون إلى الإفراج الفوري عن جورج عبدالله.
وحسب سيرته المنشورة على موقع الحملة، ينحدر جورج عبدالله من بلدة القبيات شمالي لبنان، ووُلد عام 1951،
وانضمّ أواخر سبعينيات القرن الماضي لـ "الحركة الوطنية" (تحالف أحزاب وفصائل مناهضة لإسرائيل)، ثمّ التحق بالمقاومة الفلسطينية.