ألقت الحرب في أوكرانيا وتعليق موسكو العمل باتفاقية نقل الحبوب عبر البحر الأسود بظلال قاتمة على عدد من الدول التي أصبحت على أعتاب أزمة غذاء ومنها ليبيا.
فقد رفعت بعض المخابز في ليبيا سعر رغيف الخبز إلى نصف دينار، بخلاف تسعيرة وزارة الاقتصاد في حكومة الوحدة الوطنية، وفق تقرير لصحيفة "العربي الجديد"، بينما تفاقمت أزمة الطحين في الأسواق.
ووفق بيانات رسمية، فإن ليبيا تستهلك 1,5 مليون طن من القمح سنويًا، حيث تأتي 43% من احتياجات البلاد من أوكرانيا، بينما لا يغطي الإنتاج المحلي سوى 5% فقط من احتياج السوق.
وتعليقًا على هذا الواقع، قال مدير الإدارة التجارية في وزارة الاقتصاد بحكومة الوحدة الوطنية، مصطفى قدارة، في تصريحات لـ"العربي الجديد": إن "مخزون القمح يكفي ليبيا لنحو 4 أشهر، ويعد في مستويات جيدة"، مشيرًا أيضًا إلى أن ديوان الحبوب سيبدأ العمل مطلع 2024 لتوفير مخصصات مالية، في حين يقتصر دوره حاليًا على التنسيق مع القطاع الخاص بشأن المحافظة على استقرار الأسعار في السوق.
وكانت ليبيا رفعت الدعم عن الدقيق منذ منتصف عام 2015، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الخبز 3 أضعاف، كما ساهمت المضاربات واحتكار السلع وفوضى الأسواق في ارتفاع الأسعار.
ما أسباب ارتفاع سعر رغيف الخبز في ليبيا؟
وفي هذا الإطار، يوضح الباحث الاقتصادي الليبي عبد الله شلتات، أن ليبيا رفعت الدعم منذ 8 سنوات عن السلع الأساسية في البلاد والتي مصدرها الحبوب سواء فيما يتعلق بالزيت أو الذرة أو القمح والشعير.
ويضيف في حديث إلى "العربي"، من مصراتة، أن التجار في البلاد الذي يملكون هذه السلع بدأوا يتنافسون في ظل غياب أي ضوابط، وفي ظل الاتجاه إلى ما يعرف بالاقتصاد الحر، أي الاقتصاد غير المسيطر عليه من الدولة، مشيرًا إلى أن في ليبيا لا توجد أي لائحة لضبط الأسعار كما تغيب المراقبة.
أزمة الطحين تضرب الأسواق في #ليبيا، والمخابز ترفع أسعار رغيف الخبز👇#العربي_اليوم pic.twitter.com/FsNdHvMFTS
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 9, 2023
وحول دور ديوان الحبوب، يوضح شلتات أن هذا الديوان أنشئ ورقيًا عام 2023، بقرار مجلس رئاسة الوزراء ولا يزال ورقيًا، ولم تخصص له أي ميزانية.
ويشير إلى اجتماع عقد منذ أسبوعين لمجلس أمناء هذا الديوان برئاسة وزير الاقتصاد والتجارة بحكومة الوحدة الوطنية، حيث أكد المجتمعون أنهم لا يزالون في الإطار التمهيدي لما يتعلق بالأسس والقواعد لإنشاء هذا الديوان.
شلتات الذي يلفت إلى أن الأسعار ازدادت خلال 24 ساعة بعد بدء الحرب الروسية الأوكرانية، أوضح أن ليبيا دولة تعتمد على الاستيراد من الخارج في ظل محدودية الإنتاج المحلي لتغطية السوق.
