أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الإثنين أنه أطلق صاروخًا لاعتراض "هدف جوي مشبوه" عبر الحدود من لبنان، وأن صفارات الإنذار دوت في مناطق على الحدود كإجراء احترازي.
وفيما يسود التوتر المنطقة الحدودية مع لبنان حيث يجري تبادل يومي لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني، منذ العدوان على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الثاني، قررت إسرائيل الأحد، إخلاء 14 بلدة إضافية شمالًا على الحدود مع لبنان.
مخاوف إسرائيلية من اندلاع حرب مع حزب الله
من جهتها، نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي قولها: إنّ حربًا مع حزب الله ستفضي إلى دمار غير مسبوق وستتسبب في سقوط آلاف القتلى في صفوف الإسرائيليين باعتبار أن الحزب يملك مئة وخمسين ألف صاروخ.
وأشارت الصحيفة إلى أنه مع استمرار الحرب على غزة يتجرأ حزب الله ويصعد من تحديه عبر محاولات تسلل إلى العمق الإسرائيلي وإطلاق قذائف هاون وصواريخ.
ونقلت "هآرتس" عن مسؤول في الحكومة الإسرائيلية أنه على الرغم من أن حزب الله لا يزال غير معني باندلاع حرب إلا أن هذا الاحتمال قائم بفعل تواصل تحرشاته بالجيش.
إجلاء 120 ألف إسرائيلي
إلى ذلك، يرتفع إجمالي عدد المستوطنات التي تقرر إخلاءها خلال أسبوع إلى 43، في ظل تصاعد تبادل إطلاق النار على جانبي الحدود.
ووفقًا لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، فقد أجلت إسرائيل حوالي 120 ألف شخص من أماكن إقامتهم في الشمال والجنوب منذ السابع من أكتوبر الجاري، مشيرة إلى أنّ هذا الأمر يتعلق بـ"خطة الإخلاء أو الإنعاش".
وكانت إسرائيل أعلنت إخلاء المستوطنات الإسرائيلية في غلاف قطاع غزة، ثم أعلنت إخلاء 43 بلدة في الشمال، مع تصاعد تبادل إطلاق النار بين قوات الاحتلال وحزب الله اللبناني.
وفي بيان مشترك، أعلنت وزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي عن "توسيع خطة الإخلاء التي تموّلها الدولة لتشمل تجمعات سكانية إضافية في شمال إسرائيل".
وبحسب البيان: "تمت الموافقة على توسيع الخطة من جانب وزير الأمن يوآف غالانت، وأبلغت القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي قادة البلدات المعنية بالقرار، وسيتم تنفيذها من جانب رؤساء البلديات المحلية ووزارة الداخلية والهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ التابعة لوزارة الدفاع".
وأشار إلى أن "البلدات الـ 14 التي أُضيفت إلى الخطة هي: سنير، دان، بيت هليل، شعار يشوف، هغوشريم، ليمان، ماتسوفا، إيلون، غورين، غورنوت هجليل، إيفين مناحيم، ساسا، تسيفعون، وراموت نفتالي".
وفي 16 أكتوبر الجاري، أعلنت إسرائيل عن إخلاء 28 بلدة، ثم أضافت إليها لاحقًا مستوطنة "كريات شمونا" فأصبح العدد 29.
مشاكل تواجه إسرائيل في عمليات الإجلاء
وأفاد مراسل "العربي" من الجليل الأعلى أحمد جرادات، أنه حتى مساء الأحد، لم تنته إسرائيل من عملية إخلاء السكان الإسرائيليين، مشيرًا إلى أن الحديث الإسرائيلي يدور عن عملية إخلاء 60 ألفًا من الإسرائيليين الذين يعيشون على طول الحدود مع لبنان في الخط الأول والخط الثاني.
وذكر اليوم الإثنين أنه 28 بلدة أخليت في الأيام الماضية في الخط الأول.
وأضاف اليوم الإثنين أن عمليات الإخلاء تواجه مشاكل تقنية أبرزها حتى اللحظة عدم جهوزية الجيش الإسرائيلي على ما يبدو لعمليات النقل، حيث لم يتم ترتيب الفنادق والغرف اللازمة لاستقبال الإسرائيليين.
وأشار مراسلنا إلى أن هناك اعتراض من قبل الإسرائيليين على آلية النقل التي تجري حاليًا، لأنه إسرائيل لم تعتد على عمليات نقل السكان.
وتابع أن عملية إخلاء الخط الثاني من الحدود يتبين بأنها لم تأت بقرار من الجيش الإسرائيلي لوحده أو قرار من وزير الأمن الإسرائيلي، بل جاءت بعد ضغط مورس على وزير الأمن يوآف غالانت وعلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في الأيام الماضية من قبل السكان الإسرائيليين في هذه المناطق ومن رؤساء المجالس المحلية الذين خرجوا للإعلام الإسرائيلي بالقول: أن "الحكومة استجابت بعدما ضغطنا عليها لكي تخلي السكان".
وفيما أردف أن هناك خشية تنتاب السكان من تكرار ما جرى في غلاف غزة في مناطق الجليل، كما أن هناك خشية من توسع الجبهة حتى الآن، أوضح مراسلنا أن الضربات تتم على الحدود أو نوعًا ما على الخط الثاني من الحدود بإطلاق صواريخ باتجاه كريات شمونة، ولكنها لا تتجاوز هذه المنطقة.
ولفت إلى أنه لا ثقة بين الإسرائيليين والجبهة الداخلية بعد ما حدث في غلاف غزة، كما أنه لا يوجد ثقة حتى في الجيش الإسرائيلي، مضيفًا أن الحديث عن جهوزية الجيش الإسرائيلي لكافة السيناريوهات من قبل المسؤولين الإسرائيليين على ما يبدو يواجه تشكيكًا لدى الإسرائيليين حتى في هذه المناطق.
وخلص مراسلنا إلى أن هناك عددًا كبيرًا من السكان في مناطق الجليل الأعلى أخلوا منازلهم طواعية، وذهبوا على نفقتهم إلى مناطق أخرى، وابتعدوا عن الحدود.