اعتبارًا من اليوم الإثنين، يبدأ قادة العالم بالتوافد إلى مؤتمر الأطراف حول المناخ "كوب 27" في مصر، لتعزيز تعهداتهم المناخية إزاء الاحترار الآخذ بالارتفاع ولتوفير دعم مالي للدول الفقيرة الأكثر تضررًا من التغير المناخي.
وسيقوم نحو 110 من قادة الدول والحكومات بمداخلات الإثنين والثلاثاء أمام المندوبين المجتمعين في شرم الشيخ في إطار "كوب 27".
ويبدأ المؤتمر أعماله على أرضية التقرير الأممي الأخير الذي يحذر من الارتفاع السريع في وتيرة الاحترار العالمي، بعدما خلص إلى أن السنوات الثماني الأخيرة هي الأشد حرًا من كل ما سبق، حيث تجلت تأثيراته بارتفاع مياه البحر بفعل ذوبان الأنهر الجليدية والأمطار الغزيرة وتوالي الكوارث القاتلة.
ويأتي هذا المؤتمر في ظل معاناة العالم من أزمات متعددة من الحرب في أوكرانيا والتضخم الجامح وخطر وقوع ركود وأزمة الطاقة وأزمة الغذاء.
#قمة_المناخ تدق ناقوس الخطر بسبب الارتفاع السريع في وتيرة الاحترار العالمي#العربي_اليوم #مصر#قمة_المناخ_مصر_2022#COP27 تقرير: محمد الشياظمي pic.twitter.com/c6LU1sMhRM
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 7, 2022
في هذا السياق، قال سايمن ستييل، مسؤول المناخ في الأمم المتحدة لدى الافتتاح الرسمي لـ "كوب27" الإثنين: "كل الأزمات مهمة لكن ما من أزمة لها تداعيات كبيرة" مثل الاحترار المناخي الذي ستُواصل عواقبه المدمرة "التفاقم".
إلا أن الدول لا تزال متّهمة بالتقصير في ما ينبغي عليها فعله لمكافحة الاحترار. وينبغي أن تنخفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 45% بحلول عام 2030، لتكون هناك فرصة لتحقيق أكثر أهداف اتفاق باريس للمناخ المبرم عام 2015 طموحًا، والقاضي بحصر الاحترار بـ1,5 درجة مئوية مقارنة بالحقبة ما قبل الصناعية.
لكن التعهدات الحالية للدول الموقعة حتى لو احترمت في نهاية المطاف، ستؤدي إلى ارتفاع الانبعاثات بنسبة تراوح بين 5 و10% ما يضع العالم على مسار تصاعدي قدره 2,4 درجة مئوية في أفضل الحالات بحلول نهاية القرن الحالي.
غير أنّه مع السياسات المتبعة راهنًا، يُتوقّع أن يبلغ الاحترار 2,8 درجة مئوية وهو أمر "كارثي"، على ما تفيد الأمم المتحدة.
وفي مؤشر على "التراجع" الذي يخشاه كثيرون، وحدها 29 دولة رفعت إلى كوب 2021 خططًا لزيادة تعهداتها بخفض الانبعاثات رغم أنها أقرت "ميثاقًا" يدعوها إلى القيام بذلك. وستكون الإعلانات المحتملة حول خفض إضافي للانبعاثات موضع ترقب كبير في شرم الشيخ.
تعويض الدول الفقيرة
كما يترقّب العالم باهتمام الإعلانات المتعلّقة بمساعدات الدول الفقيرة، وهي عادة أكثر البلدان عرضة لتداعيات الاحترار المناخي، حتى لو أنّ مسؤوليتها عنه محدودة إذ إنّ انبعاثاتها من غازات الدفيئة قليلة جدًا.
وفي بادرة يأمل كثير من الناشطين ألا تكون رمزية فقط، وافق المندوبون المشاركون في كوب27 الأحد للمرة الأولى على مناقشة ما إذا كان يتعين على الدول الغنية تعويض الدول الفقيرة الأكثر عرضة للتضرر من تغير المناخ.
ويتوقع أن يدفع دبلوماسيون من أكثر من 30 دولة صوب تأسيس آليات لتسهيل التمويل تكون مخصصة فقط للخسائر والأضرار، بعدما رفضت الدول الكبرى في قمة غلاسكو العام الماضي المقترح ذاته، وأيدت بدلاً منه إجراء حوار جديد على مدى ثلاث سنوات في مناقشات التمويل.
وتُقدّر هذه الأضرار بعشرات المليارات منذ الآن، ويُتوقّع أن تستمر بالارتفاع الكبير. فالفيضانات الأخيرة التي غمرت ثلث باكستان تسبّبت وحدها بأضرار قُدّرت بأكثر من 30 مليارًا.
غياب لبايدن وشي
ويقام المؤتمر في غياب طرفَين رئيسيين، إذ يغيب الرئيس الصيني شي جيبينغ عنه، في حين أنّ نظيره الأميركي جو بايدن المنشغل بانتخابات منتصف الولاية الثلاثاء، سيمرّ على شرم الشيخ سريعًا في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني.
بيد أنّ التعاون حيوي بين البلدين اللذين يُصدران أعلى مستوى من انبعاثات غازات الدفيئة وتشهد علاقاتهما توتّرًا شديدًا. لكن قد يلتقي شي وبايدن في بالي في الأسبوع التالي، على هامش قمة مجموعة العشرين.