وسط تراجع في صادراتها.. مستوى قياسي في تجارة الصين مع روسيا
أظهرت بيانات اليوم الجمعة تراجع الصادرات الصينية العام الماضي للمرة الأولى منذ سبع سنوات، في وقت يفاقم التوتر مع الولايات المتحدة والتعافي الاقتصادي العالمي المتعثر، الصعوبات التي تواجهها بكين في إطلاق عجلة النمو داخليًا.
ولطالما كانت الشحنات الموجّهة للخارج ضرورية لتعزيز نمو إجمالي الناتج الداخلي على مدى العقود الأربعة الماضية. وقد أتت الأرقام فيما أظهر تقرير آخر أن البلاد تواجه خطر الدخول في دوامة انكماش يمكن أن تعقّد أكثر خطط تحفيز الاقتصاد.
وسلّطت البيانات الضوء على التحوّل الجيوسياسي، إذ تراجع حجم التجارة السنوية مع الولايات المتحدة للمرة الأولى منذ أربع سنوات، بينما بلغت التجارة مع روسيا مستوى قياسيًا رغم الضغوط الدولية الرامية لعزل موسكو ردًا على حربها في أوكرانيا المتواصلة منذ فبراير/ شباط 2022.
وحذّر مسؤولون في إدارة الجمارك من عقبات إضافية مقبلة خلال الأشهر الـ12 المقبلة. وقال الوزير المساعد في الإدارة العامة للجمارك وانغ لينغجون، إن "تعقيدات البيئة الخارجية وضبابيتها تزداد وعلينا تجاوز الصعوبات وبذل مزيد من الجهود لدعم نمو التجارة الخارجية بشكل أكبر".
وارتفعت الصادرات في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، للمرة الأولى منذ أبريل/ نيسان الماضي، بينما شهد ديسمبر/ كانون الأول أيضًا ارتفاعًا من عام لآخر نسبته 2,3%.
وقد تمت مقارنة البيانات مع مستوى منخفض عام 2022 عندما كان تأثير سياسات صفر كوفيد واضحًا. وبالمجمل، انخفضت الصادرات بنسبة 4,6% عام 2023، في أول تراجع سنوي منذ العام 2016. وكذلك، أظهر التقرير أن الواردات تراجعت بنسبة 5,5% العام الماضي.
مستوى قياسي
إلى ذلك، أظهرت بيانات المكتب الوطني للإحصاءات بأن التضخم بلغ معدلًا نسبته 0,2% على مدى العام بأكمله.
وشهدت الصين انكماشًا في يوليو/ تموز الماضي كان الأول منذ العام 2021. وبعد انتعاش لم يدم في الشهر التالي، واصلت الأسعار تراجعها منذ أيلول/ سبتمبر.
في الأثناء، بلغت التجارة بين الصين وروسيا عام 2023 أكثر من 240 مليار دولار، وفق ما أظهرت بيانات جمركية، متجاوزة الهدف البالغ 200 مليار دولار الذي حدده البلدان الجاران في اجتماعات ثنائية العام الماضي.
ويعد الرقم قياسيًا بالنسبة للبلدين، اللذين تقاربا سياسيًا واقتصاديًا منذ الهجوم الروسي على الجارة أوكرانيا.
في المقابل، بلغ حجم التجارة بين الولايات المتحدة والصين 664 مليار دولار العام الماضي، في انخفاض نسبته 11,6%، وهو أول تراجع منذ العام 2019.