اقتحم مئات المستوطنين، اليوم الثلاثاء، المسجد الإبراهيمي، في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، وأدوا رقصات وطقوسًا تلمودية داخله وفي باحاته.
وأفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" بأن "مئات المستوطنين اقتحموا الحرم الإبراهيمي وأدوا طقوسًا تلمودية؛ بحجة الاحتفال بـ"عيد الفصح" اليهودي".
كما شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي إجراءاتها العسكرية في محيط المسجد الإبراهيمي، لتأمين اقتحام المستوطنين، ونصبت الحواجز العسكرية على المفارق والمداخل المؤدية للمسجد، وأعاقت حركة المواطنين ووصولهم إليه.
مستوطنون يقتحمون الحرم الإبراهيمي في #الخليل ويؤدون طقوسا دينية تحت حماية من جنود الاحتلال #فلسطين pic.twitter.com/dhGocQeGRe
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 19, 2022
وكانت السلطات الإسرائيلية، أغلقت أمس الإثنين، المسجد الإبراهيمي أمام المصلين، وفتحته أمام المستوطنين.
وقال غسان الرجبي، مدير المسجد الإبراهيمي: إن "السلطات الإسرائيلية أبلغت مديرية أوقاف الخليل إغلاق المسجد الإبراهيمي أمام المسلمين، يومي الإثنين والثلاثاء، وفتحه أمام المستوطنين احتفالًا بعيد الفصح اليهودي".
وأضاف الرجبي أن "إسرائيل، تنوي فتح المسجد بكافة أروقته أمام المستوطنين اليهود لأداء طقوسهم الدينية".
ويحتفل اليهود، بعيد الفصح الذي بدأ مساء الجمعة، ويستمر حتى الخميس المقبل.
اقتحام المسجد الأقصى
وصباح اليوم الثلاثاء، اقتحم عشرات المستوطنين، باحات المسجد الأقصى تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال، حسبما أفاد مراسل "العربي" من القدس.
وأضاف أن قوات الاحتلال الإسرائيلي منعت من هم أقل من 40 عامًا من الدخول إلى البلدة القديمة والمسجد الأقصى، مضيفًا أن القوات الإسرائيلية أخلت النساء من محيط المصلى القبلي لتأمين اقتحامات المستوطنين.
كما أشار مراسل "العربي" إلى وجود "حالات اختناق" داخل المصلى القبلي بعد إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز على المحاصرين داخله.
غارات إسرائيلية على غزة
وفي سياق متصل، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات جوية في وقت مبكر الثلاثاء على قطاع غزة، وذلك بعد أن ادعى الاحتلال مساء الإثنين، اعتراضه قذيفة صاروخية أُطلقت من القطاع تجاه مستوطنات غلاف القطاع.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية موقعًا أمنيًا في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، في حين أكدت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" أن دفاعاتها الجوية تصدت للطائرات الإسرائيلية.
وأفاد مراسل "العربي" بأن طائرات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت محيط موقع القادسية غربي محافظة خانيونس جنوبي القطاع.
وتتزامن هذه التطورات مع حملة اعتقالات ومواجهات في الضفة الغربية وغليان في القدس منذ بداية شهر رمضان إثر جملة اقتحامات يقوم بها مستوطنون متشددون يوميًا في باحات المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وتأتي هذه الأحداث أيضًا، غداة إصابة أكثر من 19 فلسطينيًا وسبعة إسرائيليين بجروح خلال مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين في باحات المسجد الأقصى ومحيطها في القدس الشرقية المحتلة، فيما اعتقل 18 شخصًا، بعد يومين على صدامات مشابهة أسفرت عن سقوط أكثر من 150 جريحًا فلسطينيًا.
وكانت القيادة الفلسطينية ألغت اجتماعًا كان مقررًا لها ويحمل صفة طارئ يبحث التطورات الميدانية وكان من المفترض أن ينتج عنه مواقف إستراتيجية من دون التطرق للأسباب المباشرة للإلغاء.
ورشح عن مصادر وجود خلافات بين الأعضاء لأسباب تتعلق بنوعية اتصالات التهدئة التي قامت بها جهات إقليمية ودولية أبرزها مصر وقطر والأردن بهدف احتواء الوضع وتحييد قطاع غزة عن التدهور الأمني.
التطورات الميدانية في الضفة الغربية
وحول التطورات الميدانية في الضفة الغربية، أفاد مراسل "العربي" عميد شحادة بأن الفلسطينيين اليوم شيعوا جثمان الشهيدة الطالبة حنان محمود خضور (18 عامًا)، في قرية فقوعة شمالي شرق جنين شمالي الضفة.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية، أعلنت مساء الإثنين، وفاة فلسطينية متأثرة بإصابتها برصاص الجيش الإسرائيلي شمالي الضفة، فيما أصيب شابان بجراح خلال مواجهات جنوبي الضفة.
وأضاف مراسل "العربي"، من رام الله، أن مناطق الضفة تحديدًا في الشمال منها والخليل شهدت اليوم الثلاثاء مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي التي عززت من انتشارها العسكري في منطقة باب الزاوية بالخليل بالتزامن مع إغلاق الحرم الإبراهيمي أمام المصلين الفلسطينيين.
وتابع أن مواجهات ليلية (الإثنين) اندلعت أيضًا في مدينة أريحا، بالقرب من قرية فصايل، من دون تسجيل إصابات، مضيفًا أن حملات الاعتقال الإسرائيلية مستمرة في أكثر من منطقة تحديدًا في رام الله وبيت لحم.
وحول إلغاء اجتماع القيادة الفلسطينية، أفاد مراسل "العربي" بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لم يبلغ أعضاء القيادة بسبب إلغائه، مشيرًا إلى أن بعض المصادر من السلطة الفلسطينية تشير إلى أن الرئيس الفلسطيني لا يريد عقد اجتماع بعد التوصل إلى التهدئة، وبعد تفاهمات بين دول عربية تواصلت بين حركة حماس والجهاد الإسلامي كنوع من الاحتجاج الذاتي.