الأحد 8 Sep / September 2024

وسط تصاعد التوتر.. إسرائيل تقصف الأراضي اللبنانية ردًا على إطلاق قذيفة

وسط تصاعد التوتر.. إسرائيل تقصف الأراضي اللبنانية ردًا على إطلاق قذيفة

شارك القصة

متابعة "العربي" للتطورات في جنوب لبنان (الصورة: رويترز)
أفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية بأن المدفعية الإسرائيلية استهدفت خراج بلدة كفرشوبا ومزرعة حلتا، لافتة إلى تسجيل سقوط أكثر من 15 قذيفة.

أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس أن قواته تعمل على "مهاجمة منطقة إطلاق قذيفة من الأراضي اللبنانية انفجرت بالقرب من الحدود" الجنوبية للبنان. وقال إنه أطلق 15 قذيفة مدفعية تجاه الأراضي اللبنانية، بسبب قذيفة هاون انفجرت قرب قرية الغجر "داخل الأراضي الإسرائيلية"، وفق وصفه.

وتأتي هذه التطورات الميدانية بعد بيان لافت لـ"حزب الله" تحدّث عن "إجراءات خطيرة اتخذتها قوات الاحتلال في القسم الشمالي من بلدة الغجر الحدودية"، معتبرًا الأمر بمثابة "احتلال كامل للقسم اللبناني من بلدة الغجر بقوة السلاح وفرض الأمر الواقع فيها"، وداعيًا الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها، إلى "التحرك" لمواجهة هذا الواقع.

من جهته، أوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أنه "بعد تحقيق لقوات الجيش التي وصلت للمكان اتضح أنه تم إطلاق قذيفة من الأراضي اللبنانية انفجرت بالقرب من الحدود داخل الأراضي الإسرائيلية"، مشيرًا إلى أنّ الجيش الإسرائيلي يقوم بمهاجمة منطقة الإطلاق داخل لبنان.

إلى ذلك، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان بأن المدفعية الإسرائيلية استهدفت خراج بلدة كفرشوبا ومزرعة حلتا، لافتة إلى تسجيل سقوط أكثر من 15 قذيفة من عيار 155.

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قد نفى سابقًا وجود أيّ حادث داخل المناطق المحاذية للحدود مع لبنان، قائلًا حينها: إنّ "الحديث عن انفجار خلف السياج الأمني بالقرب من قرية الغجر".

وسُمع اليوم الخميس دوي انفجارات بين قرية الغجر المحتلة ومنطقة كفرشوبا في جنوب لبنان، وسط أنباء متضاربة حول طبيعتها. وتحقق قوات اليونيفيل في الحادث مرجحة أن يكون ناجمًا عن ألغام أرضية.

وكانت وكالة "رويترز" نقلت عن ثلاثة مصادر أمنية لبنانية أن صاروخين أُطلقا من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل اليوم الخميس، سقط أحدهما في الأراضي اللبنانية والثاني بالقرب من منطقة متنازع عليها على الحدود. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخين، وفق الوكالة.

وفي وقت سابق، أفادت تقارير من جنوب لبنان بأنه لم يتحدد بعد طبيعة انفجارين سُمعا بمحاذاة الجزء السوري لقرية الغجر، وفي محيط مزرعة بسطرة اللبنانية.

"فارق مكاني وزماني"

إلى ذلك، أوضح مراسل "العربي" من بيروت محمد شبارو، أن لا بيان رسمي بعد في لبنان يُحدد طبيعة ما حصل في هذه المنطقة، كما أن أيّ مواقف سياسية لم تُرصَد بعد على هذا الخط، خصوصًا بعد تضارب في المعلومات صباحًا حول حقيقة ما جرى.

ولفت مراسلنا إلى أنّ القصف الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية كان "محدودًا بمنطقة إطلاق القذيفة الإسرائيلية"، وهو ما يشير إلى موازين الاشتباك التي عادة تكون في هذه المنطقة، أي عندما يتمّ إطلاق أي مقذوف باتجاه إسرائيل، فإنّها تردّ بقصف المكان الذي انطلق منه المقذوف، كردّ أولي بالحدّ الأدنى.

وذكر مراسلنا أن المنطقة محط توتر كبير، مشيرًا إلى صدور بيان حزب الله صباح اليوم الذي ندد فيه بالإجراءات الإسرائيلية في قرية الغجر.

"إجراءات إسرائيلية خطيرة"

وكان حزب الله أعلن في بيان اليوم، أن "قوات الاحتلال الصهيوني أقدمت في الآونة الأخيرة على اتخاذ إجراءات خطيرة في القسم الشمالي من بلدة الغجر الحدودية، وهو القسم اللبناني الذي تعترف به الأمم المتحدة باعتباره جزءًا من الأراضي اللبنانية لا نقاش فيه ولا نزاع حوله".

وأوضح أن "هذه الإجراءات تمثلت بإنشاء سياج شائك وبناء جدار اسمنتي حول كامل البلدة شبيه بما تقوم به على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، مما فصل هذه القرية عن محيطها الطبيعي التاريخي داخل الأراضي اللبنانية".

ولفت إلى أن "قوات الاحتلال فرضت سلطتها بشكل كامل على القسمين اللبناني والمحتل من البلدة، وأخضعتها لإدارتها بالتوازي مع فتح القرية أمام السياح القادمين من داخل الكيان الصهيوني".

واعتبر أن "هذه الإجراءات الخطيرة والتطور الكبير هو احتلال كامل للقسم اللبناني من بلدة الغجر بقوة السلاح وفرض الأمر الواقع فيها، وهو ليس مجرد خرق روتيني مما اعتادت عليه قوات الاحتلال بين الفينة والأخرى".

وفيما وصف هذا التطور بـ"الخطير"، دعا الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها لا سيما الحكومة اللبنانية، وأيضًا الشعب اللبناني بكل قواه السياسية والأهلية إلى "التحرك لمنع تثبيت هذا الاحتلال وإلغاء الإجراءات العدوانية التي أقدم عليها، والعمل على تحرير هذا الجزء من أرضنا وإعادته إلى الوطن".

وكانت حدود لبنان الجنوبية شهدت توترًا أمنيًا متسارعًا منذ مايو/ أيار الماضي، حيث اندلعت مواجهات بين القوات الإسرائيلية ولبنانيين حاولوا التصدّي لتجريف أراض في بلدة كفرشوبا الحدودية.

وأمس الأربعاء، ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن "قوات الاحتلال الإسرائيلي رفعت من وتيرة انتهاكاتها للخط الأزرق في عدد من النقاط المحاذية لبلدات ميس الجبل، حولا، مركبا وهونين، وهو ما لاقى تصديًا من الجيش اللبناني والأهالي".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close