لليوم الثاني على التوالي، تصوّت مناطق خاضعة لسيطرة الكرملين في شرق وجنوب أوكرانيا السبت، على ضمّها إلى روسيا، في استفتاء وصفه الرئيس الأميركي جو بايدن بأنه "صوري".
وتخوض موسكو سباقًا مع الساعة، لشرعنة سيطرتها على ما اقتطعته من أراض في أوكرانيا في دونيتسك ولوغانسك شرقًا، وخيرسون وزابوريجيا جنوبًا.
وأمس الجمعة، بدأ الاستفتاء بشأن ما إذا كان يتعيّن على روسيا ضم أربع مناطق أوكرانية، فيما قال بايدن إن: "الاستفتاءات الروسية صورية وذريعة كاذبة لمحاولة ضمّ أجزاء من أوكرانيا بالقوة في انتهاك صارخ للقانون الدولي"، وأضاف: "سنعمل مع حلفائنا وشركائنا لتحميل روسيا ثمنًا اقتصاديًا إضافيًا سريعًا وباهظًا".
خطوة تنذر بالتصعيد.. #روسيا تبدأ "استفتاءات تقرير المصير" بمناطق شرق وجنوب #أوكرانيا متجاهلة الرفض الدولي تقرير: محمد الشياظمي pic.twitter.com/ibXub7kIM4
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 23, 2022
كما قوبلت الخطوة برد فعل من بكين، أقرب حليف لموسكو منذ بدأت الحرب في فبراير/ شباط.
وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، في تصريحات وجّهها إلى نظيره الأوكراني دميترو كوليبا أثناء انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة: "ينبغي احترام سيادة وسلامة أراضي جميع الدول".
بدورها، أعلنت القوات الأوكرانية بأنها تستعيد أراضيَ من الانفصاليين المدعومين من موسكو في ذات المناطق التي تسعى روسيا لضمها.
تصعيد كبير
وينتقل منظمو الاستفتاء في المناطق المذكورة، من منزل لآخر لجمع أصوات السكان. وستفتح مراكز الاقتراع الثلاثاء ليتمكن السكان الذين لم يسلموا بطاقات اقتراعهم خلال الأيام الثلاثة من الإدلاء بأصواتهم في اليوم الأخير. ويمكن التصويت أيضًا في مبنى في موسكو، يمثّل منطقة دونيتسك الانفصالية.
وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، تم الإعلان عن الاستفتاء، بعد هجوم أوكراني مضاد استعادت كييف بموجبه الجزء الأكبر من منطقة خاركيف (شمال شرق) من القوات الروسية.
وسيمثّل ضم المناطق الأربع إلى روسيا تصعيدًا كبيرًا في النزاع، إذ ستعتبر موسكو أي تحرّك عسكري هناك هجومًا على أراضيها. وتذكّر الاستفتاءات بما حدث بعدما ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014. وتقول الخارجية الروسية إن الاستفتاءات الجارية متوافقة مع القانون الدولي.
بدوره، وصف الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ استفتاءات موسكو بـ "الزائفة"، فيما ذهبت مجموعة الدول السبع إلى التلويح بفرض عقوبات اقتصادية أكبر على روسيا، جراء ما وصفته بمحاولاتها "غير القانونية" بتغيير الجغرافيا الأوكرانية.
وندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة بعملية التصويت قائلاً: "سيكون رد فعل العالم عادلًا تمامًا حيال الاستفتاءات الصورية"، التي وصفها بأنها "جرائم ضد القانون الدولي والقانون الأوكراني".
والجمعة، شددت دول مجموعة السبع على أنه لن يتم "إطلاقًا" الاعتراف بالاستفتاءات التي لا تحمل "أي تأثير قانوني أو شرعية".
جرائم حرب
في غضون ذلك، اتّهم محققون أمميون الجمعة روسيا بارتكاب جرائم حرب على "نطاق هائل" في أوكرانيا، مشيرين إلى عمليات قصف وإعدامات وتعذيب فضلاً عن عنف جنسي مروع.
وأفاد رئيس لجنة التحقيق الدولية التي شكّلها مجلس الأمن الدولي في مارس/ آذار، إريك موزه أن فريقه عثر على أدلة تفيد بوقوع "عدد كبير من الإعدامات" وعمليات اغتصاب وتعذيب لأطفال.
وفي منطقة خاركيف شرقًا، قال مسؤولون أوكرانيون الجمعة، إنهم انتهوا من استخراج رفات 447 شخصًا من موقع قرب مدينة إيزيوم التي تمّت استعادتها من القوات الروسية.
وقال حاكم منطقة خاركيف أوليغ سينيغوبوف إن: "غالبية الجثث تحمل آثار موت عنيف و30 منها تحمل آثار تعذيب".
وأضاف "هناك جثث مع حبل حول العنق وأياد مكبلة وأعضاء تعرضت لكسور أو جروح بالرصاص". من جهته، اتّهم الكرملين كييف بفبركة الأدلة على جرائم الحرب المفترضة.