Skip to main content

وسط حديث عن هجوم وشيك لكييف.. ضربات روسية تقتل 19 شخصًا في أوكرانيا

الجمعة 28 أبريل 2023

في هجمات هي الأولى منذ بداية مارس/ آذار الماضي، قُتل نحو 19 شخصًا على الأقل صباح الجمعة في ضربات شنّتها روسيا على مدن في أوكرانيا، فيما تؤكد كييف أن مرحلة التحضير لهجومها المضاد الواسع النطاق "شارفت على نهايتها".

وكشف وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف خلال مؤتمر صحافي في كييف أن "الاستعدادات شارفت على نهايتها". وتريد كييف شن هجوم كبير لاستعادة الاراضي التي احتلتها روسيا في شرق وجنوب البلاد.

وأضاف: "تم التعهد بمعدات وأصبحت جاهزة وسلّمت جزئيًا. بالمعنى الواسع، نحن جاهزون".

وقبل ساعات استهدفت صواريخ روسية عدة مبان سكنية مما أدى الى مقتل 17 شخصًا على الأقل في أومان (وسط) قرب دنيبرو (وسط شرق).

أسلحة عالية الدقة

وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي في منشور على تلغرام إنه "عمل شر ضد بلدنا وضد شعبنا يجعل الدولة الإرهابية أقرب إلى الفشل والعقاب".

في المقابل، أكدت روسيا من جهتها أنها قصفت "نقاط انتشار موقتة لوحدات الاحتياط التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية" بواسطة "أسلحة عالية الدقة".

وقالت وزارة الدفاع الروسية: "تم ضرب جميع الأهداف المحددة".

من جهته، قال مراسل "العربي" في كييف: إن وزارة الداخلية الأوكرانية كشفت أن "حصيلة الضحايا (في مدينة أومان) في ارتفاع بسبب استهداف صاروخ روسي أحد المباني المكونة من عشرة طوابق وأن 27 شقة في هذا المبنى قد تدمرت بالكامل". 

وقال دميترو (33 عامًا) أحد السكان الذي أصيب المبنى الذي يقطن فيه في أومان وسط البلاد بصاروخ روسي صباح الجمعة: "أريد أن أرى أولادي أحياء أو أمواتًا". وأضاف: "إنهم تحت الانقاض".

وشرح أنه "كان جالسًا أمام الكمبيوتر وحدث انفجار قوي". وأضاف: "جئت من لوغانسك (مدينة في دونباس تحت السيطرة الروسية) ورأيت الكثير من الأشياء لكنني لم أفقد أطفالي بعد". وحتى الآن قتل 17 شخصًا في هذا المبنى بحسب آخر حصيلة لايغور تابورتس حاكم المنطقة الذي كتب على تلغرام أن بين القتلى "طفلين في العاشرة".

ضربات لدينبرو وكييف

وقتلت ضربة ثانية على مدينة دنيبرو الواقعة في وسط شرق أوكرانيا شخصين "هما امرأة شابة وطفل في الثالثة" بحسب رئيس البلدية بوريس فيلاتوف.

وكشفت وزارة الدفاع الأوكرانية في بيان أن "الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 21 صاروخًا من أصل 23 وطائرتين مسيّرتين"، قائلة إن روسيا أطلقت "قرابة الساعة الرابعة صباحًا" (01,00 ت غ) الذخائر من قاذفات تو-95 الاستراتيجية المنتشرة في بحر قزوين.

وأصابت شظايا صاروخ في مدينة أوكراينكا قرب كييف مبنى مما أدى إلى إصابة فتاة نقلت إلى المستشفى، وفق حاكم المنطقة روسلان كرافتشينكو.

وقالت السلطات التي نصبتها موسكو الجمعة إن سبعة أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من عشرة في ضربات شنتها القوات الأوكرانية على دونيتسك المدينة الرئيسية التي تسيطر عليها روسيا في شرق أوكرانيا.

واستهدفت الضربات الروسية خلال الشتاء منشآت الطاقة خصوصًا، ما تسبب في انقطاعات منتظمة للكهرباء والمياه الجارية. وكانت تستخدم في هذه الهجمات عشرات الصواريخ.

هجوم أوكراني وشيك

في غضون ذلك، تستعد أوكرانيا لشن هجوم مضاد وشيك بدعم من معدات غربية متطورة الأمر الذي من شأنه أن يدخل الحرب في مرحلة جديدة، بعد أكثر من عام من الحرب.

وتؤكد كييف منذ أشهر أنها تريد شن هجوم حاسم لعكس مسار التدخل العسكري الروسي وتحرير نحو 20% من الأراضي - بما في ذلك شبه جزيرة القرم - الخاضعة حاليًا للسيطرة الروسية.

وزودت الدول الأعضاء في الناتو وشركاؤها أوكرانيا بـ 230 دبابة قتالية و1550 آلية مدرعة أخرى، حسبما أعلن الأمين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ الخميس. ومع ذلك، فإن بعض الأسلحة الرئيسية لن تكون متاحة أو قابلة للاستخدام قبل أشهر، لضرورة تدريب الجنود على استخدامها.

من جانبها، حشدت روسيا آلافًا من جنود الاحتياط لتعزيز مكاسبها الإقليمية في شرق وجنوب أوكرانيا ولا يزال هدفها احتلال دونباس، الحوض الصناعي التاريخي لأوكرانيا.

وعلى الرغم من دعم قوات تابعة لمجموعة فاغنر الروسية في الخطوط الأمامية، فإن الجيش الروسي يواجه مقاومة شرسة في مدينة باخموت المحصنة، التي باتت مدمرة ولم يبق فيها سوى بضعة آلاف من المدنيين وسط المعارك.

واعترف الجانبان بتكبد خسائر فادحة في أطول معركة وأكثرها دموية منذ بداية النزاع، بدون تحديد حجمها بدقة في حين يشكك المراقبون في الأهمية الإستراتيجية الحقيقية لهذه المدينة.

وبالنسبة لموسكو يتعلق الأمر قبل كل شيء بالتلويح بالنصر بعد عدة انتكاسات مذلة في الخريف الماضي، بينما تبرر كييف إستراتيجيتها المتمثلة في حرب استنزاف في المنطقة للحد قدر الإمكان من احتمالات استمرار الجيش الروسي في احتلال منطقة دونباس.

وقال نائب رئيس الوزراء الروسي مارات خوسنولين الجمعة إنه توجه إلى المدينة التي يدور فيها القتال، متعهدًا بـ"إعادة بنائها" بعد أن تسيطر عليها موسكو.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة