حذرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم الإثنين، سلطات الاحتلال الإسرائيلي، من خطط المستوطنين لذبح القرابين في المسجد الأقصى المبارك.
وألقت شرطة الاحتلال الإسرائيلي القبض على المتطرف الإسرائيلي رفائيل موريس، وذلك في مسعى على ما يبدو لاستباق أيّ محاولة لذبح قرابين بمناسبة عيد الفصح اليهودي في المسجد الأقصى، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز".
والجمعة، دعت جماعات الهيكل المتطرفة ومنظمات إسرائيلية، المستوطنين إلى ذبح قرابين في المسجد الأقصى خلال عيد الفصح اليهودي الأربعاء المقبل.
"صب الزيت على النار"
واعتبرت حركة حماس في بيان أن تخطيط المستوطنين، وإقدامهم على ذبح القرابين وتدنيس المسجد الأقصى، بدءًا من يوم الأربعاء القادم، وفي منتصف رمضان المبارك، يصب الزيت على النار التي يتحمل الاحتلال كامل المسؤولية عن تداعياتها.
وشددت الحركة على أن الشعب الفلسطيني لن يقف مكتوف الأيدي أمام المساس بالأقصى وتدنيسه، والاستخفاف بمشاعر ملايين المسلمين حول العالم.
كما حذرت الاحتلال من الإقدام على حماقات تمس بالأقصى، داعية أبناء الشعب الفلسطيني إلى النفير، ورفع مستوى الجهوزية، وشد الرحال وتكثيف الرباط والاعتكاف في المسجد الأقصى، وصدّ عدوان الاحتلال وإفشال مخططات مستوطنيه.
بدوره، أدان الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة اليوم الإثنين، الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة نابلس، وأسفرت عن استشهاد الشابين محمد جنيدي أبو بكر، ومحمد ناصر سعيد الحلاق.
وقال أبو ردينة: إن "مواصلة سلطات الاحتلال الإسرائيلي إجراءاتها أحادية الجانب من استيطان وعمليات قتل واقتحامات للمسجد الأقصى، تؤكد أنها تسعى جاهدة إلى تصعيد الموقف وتوتير الأجواء وجر المنطقة إلى دوامة العنف وعدم الاستقرار".
الفلسطينيون يلجؤون "للاعتكاف" من أجل مواجهة ذبح القرابين داخل #المسجد_الأقصى#العربي_اليوم #فلسطين pic.twitter.com/2MWVtDVbsi
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 2, 2023
كما حذر الناطق الرسمي باسم الرئاسة، من استمرار اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى والاعتداء على المصلين، مشددًا على أن هذه الاعتداءات هي تصعيد خطير لا يمكن القبول به.
وحمل سلطات الاحتلال، مسؤولية هذه الاعتداءات المتواصلة على الشعب الفلسطيني، مطالبًا المجتمع الدولي، خاصة الإدارة الأميركية، بالتدخل والضغط على هذه الحكومة لوقف جرائمها بحق الشعب الفلسطيني، قبل تفجر الأوضاع.
دعوة لنصرة الأقصى في المحافل الدولية
وفي سياق متصل، دعا علماء دين في قطاع غزة، الإثنين، رؤساء الدول العربية للتوجه إلى المحافل الدولية والإقليمية للدفاع عن المسجد الأقصى، أمام المخاطر التي تحدق به بفعل الإجراءات الإسرائيلية.
وخلال وقفة، نظمتها رابطة "علماء فلسطين"، قال عضو مجلس إدارة الرابطة محمد سالم: "ندعو رؤساء العرب وملوكهم إلى التحرك في كل اتجاه ممكن واستثمار كافة المحافل المحلية والإقليمية والدولية للدفاع عن المسجد الأقصى، فالمخاطر التي تحدق به حقيقية ومفصلية".
وأضاف سالم: "المسجد الأقصى في خطر شديد حيث تتواصل بحقه الاعتداءات بشكل يومي، فضلًا عن وجود الحفريات تحت أساساته ومحاولات تهويده ومنع المصلين من الوصول إليه ومنع ترميمه واقتحامه وتدنيسه من المستوطنين".
وذكر أن إسرائيل "تسعى لفرض واقع جديد في المسجد الأقصى من خلال تقسيمه زمانيًا ومكانيًا في الوقت الذي تشتد الهجمة عليه".
وطالب الفلسطينيين بـ"الرباط في الأقصى والاعتكاف فيه لإفشال مخططات العدو"، مضيفًا: "نصرة الأقصى واجب شرعي على كل قادر".
وأدان سالم حالة "الصمت العربي والإسلامي إزاء ما يتعرض له الأقصى من انتهاكات"، منددًا بـ"الحملة الإعلامية التي تقوم بها جماعات الهيكل بفرض ذبح القرابين الأربعاء القادم"، معتبرًا ذلك بمثابة "تحد لمشاعر المسلمين".
اقتحام المسجد الأقصى
ميدانيًا، اقتحم عشرات المستوطنين اليوم الإثنين المسجد الأقصى، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال.
وأفادت دائرة الأوقاف في القدس، بأن 103 مستوطنين اقتحموا منذ الصباح، المسجد الأقصى، ونفذوا جولات استفزازية في ساحاته، وتلقوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم، وأدوا طقوسًا تلمودية قرب منطقة باب الرحمة وقبالة قبة الصخرة قبل أن يغادروا الساحات من جهة باب السلسلة.
جانب من اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك صباح اليوم pic.twitter.com/nOX2Vsootk
— AlQastal القسطل (@AlQastalps) April 3, 2023
وكانت قوات الاحتلال اقتحمت، مساء الأحد، المصلى القبلي بالأقصى، وأجبرت عشرات المعتكفين فيه والمرابطين على مغادرته بتهديد السلاح، لتسهيل عمليات اقتحام المستوطنين لساحات الأقصى في الصباح.
وتكثفت الدعوات المقدسية للرباط في المسجد الأقصى طيلة شهر رمضان، والتصدي لمخططات الاحتلال الاستيطانية والتهويدية بحق المسجد والمدينة المقدسة.
وتواصل "منظمات الهيكل" المزعوم تحشيد أنصارها من المستوطنين، في محاولة لذبح "قرابين الفصح اليهودي" داخل المسجد الأقصى، وتكثيف الاقتحامات وأداء طقوسهم التلمودية.
وعادة ما تدعو جماعات استيطانية إسرائيلية إلى اقتحامات كثيفة للمسجد الأقصى خلال فترة عيد الفصح (يصادف 5 إلى 12 أبريل/ نيسان الجاري هذا العام) وهو ما يخشى فلسطينيون وأوساط دولية من أنه سيفجر مواجهات بالمدينة.