الأحد 17 نوفمبر / November 2024

وسط خلاف الجيش والدعم السريع.. حزب الأمة يحذر من الانزلاق في السودان

وسط خلاف الجيش والدعم السريع.. حزب الأمة يحذر من الانزلاق في السودان

شارك القصة

نافذة إخبارية لـ"العربي" حول التوتر الحاصل بين الجيش وقوات الدعم السريع والاشتباكات القبلية غربي دافور (الصورة: غيتي)
دعا حزب الأمة السوداني إلى اجتماع عاجل لقادة الجيش والدعم السريع وقيادات القوى السياسية والمدنية والحركات المسلحة "للتفاكر من أجل سلامة الوطن".

دعا حزب الأمة القومي في السودان، اليوم الخميس، إلى اجتماع عاجل لقادة الجيش والدعم السريع والقوى السياسية والمدنية والحركات المسلحة، محذرًا من أن "الوضع الأمني قريب من الانزلاق" في ظل خلاف بين الجيش والدعم السريع.

وفي بيان صادر عن فضل الله برمة ناصر رئيس حزب "الأمة"، وهو أكبر أحزاب "قوى إعلان الحرية والتغيير"، وصاحب أكبر أغلبية برلمانية قبل انقلاب 1989 الذي أطاح برئيس الحزب والوزراء آنذاك الصادق المهدي، قال الحزب: إن "الوضع الأمني قريب من الانزلاق ولا يتحمل الإجراءات الروتينية العادية.. وبيانات القوات المسلحة وقوات الدعم السريع والاحتقان والتحشيد ولغة المخاشنة والتحركات العسكرية وصلت مرحلة ما قبل إطلاق الطلقة الأولى".

وناشد الحزب "الجميع في ظل هذه الأوضاع الاستثنائية المتصاعدة التفاكر من أجل سلامة الوطن ووحدته وسيادته".

ودعا إلى "اجتماع عاجل لقادة الجيش والدعم السريع وقيادات القوى السياسية وقيادات الحركات المسلحة والقوى المدنية".

وتابع: "يتوجب تجميد كل فعل أو قول عسكري، وعلى كل القوى السياسية النأي عن إصدار أي بيانات أو دعم لطرف من الأطراف".

خلافات بين الجيش وقوات الدعم السريع

وجاءت هذه الدعوة على خلفية خلاف بين الجيش وقوات الدعم السريع بشأن "الإصلاح الأمني العسكري".

واتهم الجيش، بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق عبد الفتاح البرهان، فجر الخميس، قوات الدعم السريع بالتحشيد والانتشار والتحرك داخل العاصمة الخرطوم وعدد من المدن "دون موافقة قيادة الجيش".

ومساء الأربعاء، نفت قوات الدعم السريع تنفيذها أي أعمال حربية في مدينة مروي (شمال)، واصفة الأنباء المتداولة في الإعلام المحلي حول الأمر بـ"المضللة والكاذبة".

و"الدعم السريع" قوة مقاتلة يقودها نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وأُسست في 2013 لمحاربة متمردي إقليم دارفور (غرب)، ثم لحماية الحدود وحفظ النظام لاحقًا، وهي تابعة لجهاز الأمن والمخابرات، ولا يوجد تقدير رسمي لعددها، لكنها تتجاوز عشرات الآلاف.

في غضون ذلك، أفاد مصدران عسكريان وكالة "رويترز"، بأن محور خلاف حميدتي مع الجيش هو تردده في تحديد موعد نهائي واضح لدمج قوات الدعم السريع في الجيش.

وقال حميدتي مرارًا من قبل في خطابات إنه لا يريد مواجهة مع الجيش وهي خطوة من شأنها أن تؤدي لانعدام الأمن في أنحاء البلاد لفترة طويلة في وقت يعاني فيه السودان بالفعل من مشكلات اقتصادية محتدمة وموجات عنف قبلي.

وتعمل قوات الدعم السريع في السودان بموجب قانون خاص تحت تسلسل قيادي خاص بها. وقالت في بيان في وقت سابق إنها تنتشر في جميع أنحاء البلاد في إطار واجباتها العادية.

وذكرت أنها "تنتشر وتتنقل في كل أرجاء الوطن، من أجل تحقيق الأمن والاستقرار، ومحاربة ظواهر الاتجار بالبشر، والهجرة غير الشرعية، ومكافحة التهريب والمخدرات، والجريمة العابرة والتصدي لعصابات النهب المسلح أينما وجدت".

وقال المصدران العسكريان إن الجيش بسبب قلقه من نوايا حميدتي نشر المزيد من الجنود في الخرطوم في حالة تأهب.

وفي 5 أبريل/ نيسان الجاري، أعلنت أطراف العملية السياسية إرجاء توقيع الاتفاق النهائي بين الفرقاء "لأجل غير مسمى"، بسبب استمرار المباحثات بين الأطراف العسكرية.

وهذا هو التأجيل الثاني لتوقيع الاتفاق السياسي النهائي الذي كان مزمعًا في 6 أبريل/ نيسان الحالي، بعد أن كان مقررًا مطلع الشهر نفسه، بسبب خلافات بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وانطلقت في 8 يناير/ كانون الثاني الماضي، عملية سياسية في السودان بين الموقعين على "الاتفاق الإطاري" في 5 ديسمبر/ كانون الأول 2022، وهم مجلس السيادة العسكري الحاكم وقوى مدنية أبرزها "الحرية والتغيير ـ المجلس المركزي"، للتوصل إلى اتفاق يحل الأزمة السياسية بالبلاد.

وتهدف العملية السياسية الجارية إلى حل أزمة ممتدة منذ 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، حين فرض قائد الجيش البرهان إجراءات استثنائية منها حل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين وإعلان حالة الطوارئ.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة