شارك آلاف الفلسطينيين في تشييع شهداء غزة، الذين قضوا في العدوان الإسرائيلي المباغت الذي استهدف قادة "سرايا القدس" في القطاع.
وفجر الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي شن عملية عسكرية ضد قطاع غزة أطلق عليها اسم "السهم الواقي"، أسفرت عن استشهاد 13 فلسطينيًا وإصابة 20 آخرين بينهم 4 أطفال و6 سيدات، في سلسلة غارات استهدفت القطاع، بينما قالت "سرايا القدس" إن الغارات أدت لاستشهاد 3 من قادتها وزوجاتهم وعدد من أبنائهم.
وقالت "سرايا القدس"، في بيان: "ننعى شهداءنا القادة جهاد شاكر الغنام، أمين سر المجلس العسكري في سرايا القدس، وخليل صلاح البهتيني، عضو المجلس العسكري قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس، وطارق محمد عز الدين وأحد قادة العمل العسكري بالضفة الغربية".
مراسم التشييع وسط إضراب وحداد
وانطلقت مراسم التشييع من مشفى الشفاء في القطاع، نحو منازل المقاومين قبل الوصول إلى المسجد العمري الكبير وسط مدينة غزة للصلاة عليهم، حيث ألقيت عدة كلمات.
وردد المشاركون شعارات تدعو للانتقام وسط مشاركة فصائلية واسعة.
وشيع الفلسطينيون 11 شهيدًا بمدينة غزة، فيما شيعوا الشهيد جهاد وغنام وزوجته برفح.
من جهته، شدد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب على وجوب الرد على العدوان، متعهدًا بمواصلة القتال ضد إسرائيل، حسبما نقلت وسائل إعلام فلسطينية.
وقال في كلمة وداع للشهداء: إن الرد على الجريمة سيكون موحدًا، حتى يعرف الاحتلال أن محاولة نقل حالة الانقسام إلى صفوف المقاومة مرفوضة.
وأضاف: أن "الاحتلال لا يستهدف الجهاد الإسلامي، فقط بل يستهدف كل فلسطيني وفلسطينية".
وأكد أن الشهداء الثلاثة كانوا يعرفون نهاية الطريق وتنقلوا بين ساحة وأخرى دفاعًا عن فلسطين، رغم تعرضهم لمحاولات اغتيال عديدة.
في غضون ذلك، عم الإضراب الشامل صباح اليوم الثلاثاء بلدة عرابة جنوب جنين بالضفة الغربية المحتلة، حدادًا على أرواح الشهيد طارق عز الدين وطفليه وشهداء العدوان الإسرائيلي على غزة.
وجاء الإضراب والحداد في عرابة بدعوة من فصائل العمل الوطني والإسلامي، حيث أغلقت المحلات التجارية أبوابها ولم تنتظم الدراسة.
"قلق أممي"
وعلى صعيد ردود الفعل، أدانت الأمم المتحدة، الثلاثاء، مقتل مدنيين بينهم أطفال ونساء، في غارات جوية إسرائيلية على قطاع غزة فجر اليوم.
وقال المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينيسلاند: "إنني قلق للغاية من التطورات في غزة بعد أن شنت إسرائيل عملية عسكرية صباح اليوم استهدفت أعضاء في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية".
وأضاف: "أسفرت الضربات الجوية الإسرائيلية داخل غزة عن مقتل 13 فلسطينيًا، بينهم ثلاثة من أعضاء الجهاد الإسلامي، وطبيب و5 نساء و4 أطفال، وإصابة أكثر من 20 آخرين".
وأدان المبعوث الأممي "مقتل مدنيين في الضربات الجوية الإسرائيلية"، واصفًا الهجمات بأنها "غير مقبولة".
وحث وينيسلاند "جميع المعنيين على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب التصعيد".
وقال: "ما زلت منخرطًا بشكل كامل مع جميع الأطراف في محاولة لتجنب صراع أوسع له عواقب وخيمة على الجميع".
وتوعدت "الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة" في قطاع غزة، إسرائيل بـ"دفع ثمن جريمة اغتيال 3 من قادة حركة الجهاد الإسلامي" فجر الثلاثاء.
تأتي هذه التطورات بعد نحو أسبوع من تصعيد عسكري اندلع بغزة عقب وفاة الأسير خضر عدنان داخل السجون الإسرائيلية.
انتهى التصعيد فجر الأربعاء بالتوصل إلى وقف إطلاق نار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، خرقته تل أبيب فجر اليوم باغتيال القادة الثلاثة.