فرضت سلطات الاحتلال الإسرائيلية إغلاقًا شاملًا على الضفة الغربية المحتلة والمعابر في قطاع غزة، اعتبارًا من 3 إلى 6 مايو/ أيار الجاري، وذلك بالتزامن مع ذكرى النكبة، أو ما يسميه الاحتلال "يوم الاستقلال".
وتحتفل إسرائيل في 4 مايو/ أيار من كل عام بذكرى قتلاها الذين سقطوا خلال المعارك والحروب التي خاضتها ضد الدول العربية، فيما تحيي في الخامس من الشهر ذاته ما يسميه الإسرائيليون "عيد الاستقلال"، الذي يتزامن مع ذكرى النكبة.
ويرفض الفلسطينيون وجود ما يسمى "عيد استقلال" لسلطات الاحتلال التي سلبت الشعب الفلسطيني أرضه وحقوقه ونكّلت بأطفاله، ومارست بحقهم شتى أنواع القتل والتعذيب والاعتقال.
وبحسب بيان جيش الاحتلال فإنه تقرر "بناء على تقييم الوضع الأمني وتوجيهات المستوى السياسي فرض إغلاق شامل على منطقة يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة الغربية) وإغلاق المعابر مع قطاع غزة".
وأوضح أن الإغلاق سيبدأ مساء الثلاثاء 3 مايو، فيما سيجري رفعه وإعادة فتح المعابر يوم الجمعة 6 مايو.
حصار متواصل على غزة
ومنذ عام 2007، تفرض إسرائيل حصارًا على سكان قطاع غزة، البالغ عددهم أكثر من مليوني فلسطيني، نجم عنه تدهور كبير في الأحوال الاقتصادية والمعيشية.
وخلال فترة الإغلاق "سيسمح بمرور حالات إنسانية وطبية واستثنائية فقط بموافقة منسق أعمال الحكومة في المناطق (الفلسطينية غسان عليان)"، وفق المصدر ذاته.
وعادة ما تفرض إسرائيل إغلاقًا شاملًا على الضفة الغربية ومعابر قطاع غزة خلال فترة الأعياد اليهودية و"القومية" أو خلال فترات التوتر الأمني.
والثلاثاء، استأنفت إسرائيل العمل بمعبر بيت حانون (إيرز) أمام العمال الفلسطينيين والتجار بعد إغلاق دام منذ الأحد، ردًا على إطلاق عدة صواريخ من قطاع غزة خلال الأسبوع الأخير لم تسفر عن وقوع إصابات.
ويصل معبر بيت حانون "إيريز" بين الأراضي المحتلة عام 1948 وقطاع غزة، ويستخدم لعبور الأفراد.
ويؤكد الفلسطينيون أن "يوم استقلالهم يوم نكبتنا"، والذي سمح ببناء كيان استعماري استيطاني على أنقاض الشعب الفلسطيني، الذي ما زال ينازع بعد 74 عامًا على النكبة وفي مختلف المواقع، على وجوده الوطني.
غليان في فلسطين
ويتزامن ما يسمى "عيد الاستقلال"، مع غليان شعبي عارم يسود الأراضي الفلسطينية، خلال الأسابيع الأخيرة.
وتشهد الضفة الغربية، توتًرا ملحوظًا، منذ بداية أبريل/ نيسان، حيث تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي حملات اعتقالات وتفتيش واسعة، يعقبها اندلاع مواجهات مع الفلسطينيين.
وتبنت كتائب شهداء الأقصى، الذراع العسكرية لحركة فتح، عملية إطلاق النار على حارس أمن إسرائيلي عند مدخل مستوطنة أرئيل، الجمعة الماضية، قرب مدينة سلفيت في الضفة الغربية المحتلة.
ويوم أمس حذر رئيس حركة "حماس"، في قطاع غزة يحيى السنوار، من أن المساس بالمسجد الأقصى ومدينة القدس يعني اندلاع "حرب دينية إقليمية".
ولفت السنوار إلى "أن الاحتلال يخطط لاقتحام المسجد الأقصى في يوم استقلالهم (14 مايو/ أيار المقبل) أو يوم القدس لديهم (29 مايو المقبل)، لذلك يجب أن نكون على أهبة الاستعداد"، على حد تعبيره.
وهدّد السنوار "بإعداد 1111 صاروخًا في الرشقة الصاروخية الأولى (نحو إسرائيل) حين يلزم أن ندافع عن المسجد الأقصى".