تُعد المستشفيات المدنية أحد أبرز عناوين الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وهي إبادة ترفض الولايات المتحدة الاعتراف بها، وتسجل رفضًا قاطعًا لهذا الافتراض، على حد تعبيرها.
فالواقع على الأرض يروي واقعًا لا افتراضًا في قطاع غزة، الذي يشهد حربًا دموية منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وتخطى عدد الضحايا 35 ألفًا، بحسب إحصائيات وزارة الصحة.
أوامر إخلاء من جيش الاحتلال
وفي جنوب القطاع المحاصر، تستغيث المنظومة الصحية، حيث أطلقت وزارة الصحة تحذيرًا من انهيار وشيك بسبب شح الوقود والأدوية وإقفال كافة المعابر وسط صمت دولي مطبق.
ويقول مروان الهمص، مدير مستشفى أبو يوسف النجار: "إن الطواقم الطبية لا يمكنها الوصول والدخول إلى المستشفى الميداني المرواني وكذلك المستشفى الكويتي".
ويضيف في حديث لـ"العربي" أنه "لا وجود للأمان بسبب وضع الاحتلال الإسرائيلي كل المستشفيات داخل المنطقة الحمراء".
ودفعت أوامر الإخلاء الإسرائيلية لمستشفى أبو يوسف النجار شرقي رفح أصغر المستشفيات المركزية في القطاع، وواحد من ثلاثة مستشفيات في المنطقة، إلى إجبار المرضى والطواقم الطبية على تركها بعد اقتحامه من جيش الاحتلال.
ولا يختلف الواقع في مستشفى الكويت التخصصي وسط رفح كثيرًا بعد إطلاق تحذيرات بخروجه عن الخدمة في أي وقت كونه يقع في نطاق عمليات الإخلاء، كما لا توجد به ثلاجة موتى أو أقسام عناية مكثفة.
وقد ترك نفاد الوقود وعدم إدخال كميات جديدة مستشفى غزة الأوروبي في خانيونس للمصير نفسه.
المستشفيات تئن تحت القصف
ومستشفيات المنطقة الجنوبية كسائر مستشفيات القطاع تئن بقرب إعلان احتضار تحاول الطواقم الطبية تمديده لمساعدة ما أمكن وإنقاذ ما يمكن، إذ لم يتبق هناك أمام المرضي والجرحى سوى مستشفى شهداء الأقصى الذي يعد مشفى صغيرًا لا يمكن له أن يقدم الكثير.
هو قصف متواصل امتد لأكثر من سبعة أشهر، ثلاثون مستشفى كانت في بنك الأهداف الإسرائيلية، ومئات الآلاف من الجرحى والمرضى معرضون للموت في مقابل صمت دولي مطبق.