لجأت السيدة اللبنانية هلا محمد اليمن إلى قيادة عربة توك توك للإنفاق على أسرتها، بعدما باتت هي معيلها الرئيس عقب طلاقها.
تنتقل هلا بين أحياء مدينتها صيدا بعربة التوك توك الصغيرة، وتعمل بنشاط على نقل النساء والأطفال إلى وجهاتهم بأسعار معقولة.
تستعيد كيف بدأ الأمر. فتلفت إلى ارتفاع الأسعار الذي تشهده البلاد ومنها كلفة المواصلات، مشيرة إلى أن ابنتها اقترحت عليها ذات يوم أن تقتني عربة توك توك للتنقل، فضلًا عن العمل عليها بما يساعدها على تحصيل قوت الأسرة وتأمين نفقاتها.
تقول هلا إن الفكرة راقت لها، وإنها قامت ببيع مصوغاتها الذهبية لتشتري عربة التوك توك الصغيرة. وتشير إلى أنها باتت اليوم تعمل عليها متنقلة بين جميع أنحاء مدينة صيدا.
توفير وعامل أمان
بدورها، تلفت زهرة حنقير، من سكان صيدا، إلى أن كلفة توصيلها وابنتها إلى وجهتهما كانت تستوجب دفع 200 ألف ليرة لبنانية، معددة في المقابل ما باتت تجنيه من فوائد استخدام التوك توك.
فتقول إن الأمر يوفر عليها المال، ويسمح لها بتشجيع هلا على مواصلة عملها، فضلًا عن عامل الأمان في صعودها إلى عربة تقودها امرأة.
وتحدَد رسوم النقل في لبنان وفقًا للأسعار اليومية للوقود، الذي ارتفع بأكثر من 20 مرة منذ أن بدأ الاقتصاد اللبناني في الانهيار عام 2019.
جعل هذا الواقع عدد مركبات التوك توك في لبنان يرتفع، حيث يبحث مواطنون مثل هلا عن بدائل بأسعار معقولة في ظل أزمة اقتصادية وصفها البنك الدولي بأنها الأسوأ في التاريخ الحديث، وأنها ضمن ثلاث أسوأ أزمات في العالم.
وتفيد وكالة "رويترز" بأن الليرة اللبنانية فقدت منذ عام 2019 أكثر من 95% من قيمتها، ما جعل نحو 85% من اللبنانيين تحت خط الفقر.