أعلن البنتاغون الثلاثاء أنه تم وضع حوالي ألفي جندي أميركي في حالة تأهب تحسبًا لانتشار محتمل في الشرق الأوسط دعمًا لإسرائيل في حربها التي تشنها على قطاع غزة.
وجاء في بيان للبنتاغون: "وضع وزير الدفاع لويد أوستن اليوم حوالي ألفي جندي وسلسلة وحدات في حالة تأهب قصوى عبر أمر استعداد للانتشار، ما يزيد قدرة الدفاع الأميركي على الاستجابة سريعًا للوضع الأمني المتطور في الشرق الأوسط".
وأوضح أنه "لم يتّخذ أي قرار بشأن نشر قوات في الوقت الراهن".
وذكرت وسائل إعلام أميركية أن أولئك الجنود سيتولون مهمات دعم مثل المساعدة الطبية والتعامل مع المتفجرات.
ولليوم الحادي عشر على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، حيث كثف غاراته الجوية مستهدفًا المدنيين على نطاق واسع في مناطق مختلفة من القطاع المحاصر منذ 17 عامًا.
وتأتي هذه الخطوة في وقت سيتوجه الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إسرائيل الأربعاء لإظهار دعم واشنطن لحليفتها.
وفي هذا الإطار، أشار الناطق باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي إلى أن الاستعداد لنشر الجنود "يتعلق بإرسال إشارة ردع".
وقال كيربي لشبكة "سي إن إن": "لا نريد أن نرى هذا الصراع يتصاعد ويتّسع نطاقه. ليست هناك خطط لإرسال قوات أميركية للقتال في إسرائيل".
وأضاف أن البيت الأبيض لا يرى أي دليل في هذه المرحلة على ضلوع متزايد لإيران في الحرب بين إسرائيل وحماس.
وردًا على سؤال لشبكة "سي إن إن" عما إذا كانت للسلطات الأميركية "أي تحذيرات أو إشارات على أن إيران بدأت تتدخل أكثر من قبل"، قال كيربي: "بعيدًا عن التصريحات، لا، ليس لدينا".
وفي سياق الدعم الأميركي لإسرائيل، وصل قائد القيادة المركزية في الجيش الأميركي مايكل كورولا اليوم إلى تل أبيب، للقاء قيادة الجيش الإسرائيلي.
والأسبوع الماضي، أعلن أوستن أن الولايات المتحدة نشرت حاملتَي طائرات في المتوسط بغية "ردع الأعمال العدائية ضد إسرائيل أو أي جهد يرمي إلى توسيع نطاق هذه الحرب".
الدعم الأميركي لإسرائيل
وفي هذا الإطار، أفادت مراسلة "العربي" من القدس ريما أبو حمدية، أن زيارة قائد القيادة المركزية بالجيش الأميركي إلى تل أبيب ستركز حسبما يقول على أن تحصل إسرائيل على كل ما تحتاجه من العتاد العسكري.
وأشارت إلى أن هذه التصريحات من قبل كورولا لا تختلف كثيرًا عن التصريحات التي خرجت من المسؤولين الأميركيين، سواء أولئك الذين زاروا إسرائيل أو في الولايات المتحدة، إذ إن كلها تقول إنها تريد أن تحصل إسرائيل على كل ما تريد من أسلحة وعتاد في العمليات الإسرائيلية المتواصلة ضد قطاع غزة.
ولفتت مراسلتنا إلى أن كورولا سيشارك في تقييم الأوضاع لضمان أن يكون لدى إسرائيل كل ما تحتاجه من عتاد عسكري في المرحلة المقبلة، حسبما نقلت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وأضافت أنه كانت هناك رسالة من مئة من المشرعين الأميركيين من الديمقراطيين والجمهوريين يطالبون الإدارة الأميركية بضمان أن تحصل إسرائيل على كل الأسلحة التي تريد، وبضمان أن يقوم الكونغرس بإرسال مثل هذه الأسلحة إلى إسرائيل.
وتابعت أن هذه الزيارات إلى إسرائيل تركز على هذا الدعم الأميركي غير المحدود وغير المشروط كما يصفه مسؤولون أميركيون لإسرائيل سواء دبلوماسيًا أو عسكريًا.
ملف دخول المساعدات إلى غزة
وبشأن الملف الإنساني ودخول المساعدات الإنسانية إلى رفح، أشارت مراسلة "العربي" إلى أن وسائل إعلام أميركية كانت تحدثت أمس الإثنين عن أن اللقاءات بين المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين استمرت لأكثر من سبع ساعات في محاولة للتوصل لاتفاق بشأن المساعدات الإنسانية التي يمكن أن تدخل عبر معبر رفح إلى غزة.
وأشارت إلى أنه لم يتم الإعلان عن زيارة الرئيس الأميركي إلى إسرائيل إلا بعد أن تم التوافق على دخول مساعدات إنسانية إلى غزة.
وتابعت أن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي قال إن بايدن سيبحث موضوع المساعدات الإنسانية مع إسرائيل، ولكن مع التركيز على موضوع ضمان حصول إسرائيل على كل ما تحتاجه عسكريًا ودبلوماسيًا وسياسيًا.
وأشارت إلى أن بايدن سيحاول من خلال كل هذه الجهود وزيارته إلى إسرائيل التركيز على قضية الأميركيين الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، كما يريد ضمان أن يتم إطلاق سراحهم لمساعدته في الداخل الأميركي.