أعلنت مسؤولة أممية ارتفاع حصيلة وفيات مرض الكوليرا في اليمن إلى 720 شخصًا منذ مارس/ آذار الماضي، وذلك في ظل استمر تدهور الوضع الإنساني في هذا البلد الذي يشهد حربًا منذ عام 2014.
وقالت القائمة بأعمال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، جويس مسويا خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي بنيويورك مساء الثلاثاء ناقشت تطورات أزمة اليمن إن "الكوليرا يواصل الانتشار في اليمن، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 203 آلاف حالة مشتبه في إصابتها بالمرض منذ مارس الماضي".
وأضافت مسويا أنه خلال الفترة ذاتها "فقد أكثر من 720 شخصًا حياتهم بسبب الكوليرا، وتشكل النساء والفتيات 53% من الحالات".
وفي 27 أغسطس/ آب الماضي، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" وفاة 668 شخصًا بالكوليرا في اليمن منذ بداية عام 2024، بالإضافة إلى أكثر من 172 ألف حالة مشتبه في إصابتها بالمرض.
وضع متدهور في اليمن
وعن الوضع الإنساني في اليمن، قالت مسويا: "نحن قلقون للغاية بشأن التأثيرات المترتبة على الأزمة الإنسانية، بسبب الوضع المتدهور بسرعة في جميع أنحاء الشرق الأوسط".
وتابعت: "منزعجون للغاية من الهجمات المستمرة التي تُشن من اليمن وضده، والتي ألحقت أضرارًا بالبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك البنية التحتية للطاقة والموانئ في الحديدة ورأس عيسى"، في إشارة إلى غارات إسرائيل.
وأكدت المسؤولة الأممية أنه "على خلفية التصعيد الإقليمي، استمر الوضع الإنساني باليمن في التدهور، سواء من حيث الحجم أو الشدة، ويستمر الجوع في الازدياد".
وفي 10 يوليو/ تموز الماضي، أعلنت الحكومة اليمنية انخفاض التمويلات الدولية للقطاع الصحي بنحو 70% في اليمن وهو أفقر دول شبه الجزيرة العربية، بحسب الأمم المتحدة.
أزمة صحية جديدة
ومنذ أكثر من عامين، يشهد اليمن تهدئة من حرب بدأت قبل نحو 10 سنوات بين القوات الموالية للحكومة الشرعية وقوات جماعة الحوثي المسيطرة على محافظات ومدن بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ 21 سبتمبر/ أيلول 2014.
ودمرت الحرب معظم القطاعات في اليمن، لا سيما القطاع الصحي، وتسببت في إحدى أكثر الأزمات الإنسانية كارثية في العالم، حسب الأمم المتحدة.
وقبل أكثر من شهر، شهدت مناطق عدة في اليمن وبينها مديرية حيس الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليًا، سيولًا جارفة نتيجة هطول أمطار غزيرة.
وقد أسفرت الفيضانات عن مقتل 60 شخصًا وألحقت أضرارًا بـ268 ألف آخرين منذ أواخر يوليو/ تموز الفائت.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة في تقرير صدر نهاية أغسطس/ آب الفائت: إن "الموجة الأخيرة (من الكوليرا)... تفاقمت بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات التي تلتها، ما زاد من خطر تلوث المياه".