اعتبرت جماعة الحوثي اليمنية، اليوم الأحد، أن إيقاف برنامج الأغذية العالمي للمساعدات في مناطق سيطرتها يعد "عقابًا للشعب اليمني" بسبب مناصرته فلسطين، بوجه عدوان إسرائيل، حليفة الولايات المتحدة، على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وجاء ذلك في بيان صادر عن "المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي"، التابع للجماعة، نشرته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بنسختها الحوثية.
واعتبر المجلس قرار برنامج الأغذية العالمي، إيقاف المساعدات الإنسانية في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، "سياسي وعقاب للشعب اليمني المناصر للقضية الفلسطينية، التي يتعرض شعبها لإبادة جماعية من قبل الكيان الصهيوني".
وأضاف أن "القرار يأتي تنفيذًا للتهديدات الأميركية السابقة بقطع المساعدات الإنسانية في حال استمر الموقف اليمني المناصر للشعب الفلسطيني".
البحر الأحمر
يأتي ذلك، بعد أن حذرت الجماعة اليمنية، أمس السبت، جميع شركات الشحن من التعاون مع إسرائيل، قائلة: إن سفنها ستكون "هدفًا لهجمات الجماعة في البحر الأحمر"، ومعلنة منع مرور السفن المتجهة نحو إسرائيل عبره، "إذا لم يدخل الغذاء والدواء إلى قطاع غزة".
وشدد المجلس الحوثي، في بيان الأحد، على أن قرار وقف المساعدات الغذائية في صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، واستمرار توزيعها في المناطق الواقعة تحت سلطة الحكومة الشرعية، "مخالف لمبادئ العمل الإنساني، وأهمها الحياد وعدم التحيز والتمييز".
وتابع أنه "بذل جهودًا كبيرة مع برنامج الأغذية العالمي، وطرح عددًا من الحلول التي تضمن استمرار صرف المساعدات الإنسانية للأشخاص الأكثر احتياجًا، إلا أنها قوبلت بالرفض".
برنامج الغذاء العالمي
وفي 5 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أعلن برنامج الغذاء العالمي إيقاف المساعدات الغذائية العامة في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي شمالي اليمن، بسبب "محدودية التمويل وعدم التوصل إلى اتفاق مع الحوثيين بشأن تقديم قدر أقل من المساعدات".
وبسبب تداعيات الحرب، يعاني اليمن واحدة من "أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية في العالم"، إذ يحتاج أكثر من 20 مليون شخص إلى مساعدات، وفقًا للأمم المتحدة. ومنذ أشهر يشهد اليمن تهدئة من حرب بدأت قبل نحو 9 سنوات بين القوات الموالية للحكومة الشرعية وقوات الحوثي المسيطرة على عدة محافظات، ومدن بينها العاصمة صنعاء منذ عام 2014.
على صعيد آخر، يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مخلفًا حتى مساء أمس السبت 17 ألفا و700 شهيدًا، و48 ألفا و780 جريحًا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارًا هائلًا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.