الجمعة 15 نوفمبر / November 2024

ولادة مبكرة وعيوب خلقية وسمنة.. آثار ارتفاع درجات الحرارة على الأطفال

ولادة مبكرة وعيوب خلقية وسمنة.. آثار ارتفاع درجات الحرارة على الأطفال

شارك القصة

وجدت دراسة جديدة أخرى أن درجات الحرارة المرتفعة أدت إلى زيادة عدد حالات دخول الأطفال الصغار في أقسام الطوارئ (غيتي)
وجدت دراسة جديدة أخرى أن درجات الحرارة المرتفعة أدت إلى زيادة عدد حالات دخول الأطفال الصغار في أقسام الطوارئ (غيتي)
وجدت دراسات أن أزمة المناخ بمختلف جوانبها تلحق الضرر بصحة الأجنة والأطفال والرضع في جميع أنحاء العالم.

توصلت ست دراسات جديدة إلى أن أزمة المناخ تلحق الضرر بصحة الأجنة والأطفال والرضع في جميع أنحاء العالم، بحسب صحيفة "الغارديان".

فقد اكتشف العلماء أن زيادة الحرارة مرتبطة بسرعة زيادة الوزن عند الأطفال، مما يزيد من خطر الإصابة بالسمنة في وقت لاحق من حياتهم. وتتمثل إحدى الآليات المحتملة لاكتساب الوزن السريع للرضع في حرق كمية أقل من الدهون للحفاظ على درجة حرارة الجسم عندما تكون درجة الحرارة المحيطة أعلى.

كما تم ربط درجات الحرارة المرتفعة بالولادة المبكرة، والتي يمكن أن يكون لها آثار صحية مدى الحياة، وزيادة دخول الأطفال الصغار إلى المستشفيات.

وكانت الطبيبة المتخصصة في الصحة العامة، رشا صادق، قد أشارت في حديث إلى "العربي" عن آثار تغيّر المناخ على صحة الإنسان. ولفتت إلى ازدياد نسبة الوفيات سنويًا بسبب تلوث الماء والهواء.

وتحدّثت عن انتشار الأمراض التي ينقلها البعوض، مثل الملاريا والزيكا والحمى الصفراء، في مناطق لم تكن تشهد مثل هذه الأمراض، إضافة إلى ظهور الجراد بشكل مخيف نتيجة الفيضانات. كما توقّعت انتشار أمراض بشكل أكثر نتيجة ذوبان الجليد.

دخان الحرائق والعيوب الخلقية

ووجدت دراسات أن التعرض لدخان حرائق الغابات ضاعف من خطر حدوث عيوب خلقية خطيرة. كما وجدت دراسة في كاليفورنيا أن تعرض الأم لحرائق الغابات في الشهر السابق للحمل ضاعف من خطر حدوث عيب خلقي يسمى gastroschisis، حيث تبرز أمعاء الطفل وأحيانًا أعضاء أخرى من الجسم من خلال ثقب صغير في الجلد.

وقام العلماء بفحص مليوني ولادة، 40% منها لأمهات يعشن على بعد 15 ميلًا من حريق غابات وما نتج عن ذلك من تلوث للهواء، والذي كان معروفًا بالفعل أنه ضار بالنساء الحوامل وأجنّتهن. ووجدوا ارتفاعًا بنسبة 28% في خطر حدوث عيب خلقي لدى الأمهات اللائي يعشن بالقرب من حرائق الغابات في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.

ارتفاع الحرارة والولادة المبكرة

كما عرضت دراستان جديدتان العلاقة بين ارتفاع درجات الحرارة والولادة المبكرة. وأقيمت الدراسة الأولى على ما يقرب من مليون امرأة حامل في نيو ساوث ويلز في أستراليا من عام 2005 إلى عام 2014، منهن 3% ولدن أطفالهن قبل 37 أسبوعًا.

ووجد الباحثون أن أولئك الموجودين في أعلى 5% من الأماكن في الولاية في الأسبوع الذي يسبق الولادة لديهم مخاطر أعلى بنسبة 16% للولادة المبكرة. وقال الباحثون بقيادة إدوارد جيجاسوثي بجامعة سيدني: "من المرجح أن يزداد خطر الولادة المبكرة مع الزيادة المتوقعة في درجات الحرارة العالمية وموجات الحر، وهذا مصدر قلق خطير".

وحلّلت الدراسة الثانية 200000 ولادة بين عامي 2007 و2011 في مقاطعة هاريس الأميركية حيث اعتاد الناس على التدفئة. وتضمنت تلك الفترة أسخن صيف سجل في تكساس عام 2011.

وتعرضت ربع الأمهات ليوم واحد على الأقل شديد الحرارة أثناء الحمل، وهي الأيام التي وصلت فيها درجة الحرارة إلى أعلى 1% من درجات الحرارة التاريخية في الصيف. ووجد العلماء أن خطر حدوث أي ولادة مبكرة كان أعلى بنسبة 15% في اليوم التالي لهذه الأيام شديدة الحرارة. لكن الخطر كان أعلى بالنسبة للولادات المبكرة بشكل خاص، حيث تضاعف ثلاث مرات للأطفال المولودين قبل 28 أسبوعًا.

وقال الباحثون بقيادة لارا كوشينغ من جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس: "يجب أن تشمل تحذيرات الصحة العامة أثناء موجات الحر الحوامل، لا سيما بالنظر إلى اكتشافنا ارتباطات أقوى في وقت مبكر من الحمل عندما تكون عواقب الولادة المبكرة أكثر خطورة". 

ووجدت دراسة جديدة أخرى أن درجات الحرارة المرتفعة أدت أيضًا إلى زيادة عدد حالات دخول الأطفال الصغار لأقسام الطوارئ في مدينة نيويورك. ودرس العلماء 2.5 مليون قبول على مدار ثماني سنوات ووجدوا أن ارتفاع درجة الحرارة القصوى بمقدار 7 درجات مئوية أدى إلى زيادة بنسبة 2.4% في قبول الأطفال دون سن الخامسة.

وأشار الباحثون إلى أن الأطفال الصغار يفقدون سوائل أكثر نسبيًا من البالغين وأن قدرتهم على تنظيم درجة حرارة أجسامهم غير ناضجة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close