أطلقت المبادرة الإستراتيجية لنساء القرن الإفريقي "صيحة" تقريرًا صادمًا يوثق أكثر من 250 حالة اغتصاب في السودان، منها 75 حالة في ولاية الجزيرة وحدها، ارتكبتها قوات الدعم السريع.
وأكّد التقرير استخدام قوات الدعم السريع الاغتصاب والعنف الجنسي سلاحًا ضد المدنيين في ولاية الجزيرة في الفترة من ديسمبر/ كانون الأول 2023 إلى أبريل/ نيسان 2024.
المعتدون يعودون لتكرار جريمتهم
وبحسب مسؤولين في "صيحة"، فإن المعتدين يعودون مرات أخرى لتكرار جريمتهم.
وقالت المسؤولة الإقليمية للمبادرة الإستراتيجية لنساء القرن الإفريقي "صيحة" هالة الكارب في 22 يوليو/ تموز 2024 إن "النساء عندما يتعرضن للاغتصاب في منطقة ما، كما حدث في ولاية الجزيرة في المدينة عرب على سبيل المثال، أخطرنا الضحايا أن الجناة عادة يأتون مرة أخرى. لذلك نبذل النصح بالمغادرة فورًا وهناك خدمات طبية ونفسية قُدمت لبعض الضحايا".
ولفتت إلى أن بعض الضحايا يقررن الانتحار بعد حالة من الصدمة، مشيرة إلى أن هناك حالات انتحار منتشرة. وأوضحت: "نحن وثقنا حالة سيدة رفضت تلقي العلاج حسب إفادات عائلتها والممرضة التي أشرفت على علاجها، وبعد خمسة أيام فارقت الحياة".
عمليات اغتصاب جماعي
وسلّط التقرير الضوء أيضًا على عمليات الاغتصاب الجماعي التي ارتكبتها عناصر الدعم السريع من بينها أمهات اغتصبن مع بناتهن إذ اغتصبت أم وبناتها الثلاث، بينما تعرضت قاصرات أخريات لاغتصاب جماعي.
وقالت إحدى الضحايا في شهادة نقلها تقرير المبادرة الإستراتيجية لنساء القرن الإفريقي في 22 يوليو/ تموز 2024: "هددونا بالاغتصاب وقالوا ليس لديكم جيش لحمايتكم، سنستخدمكم كيفما نشاء، لماذا لم تغادروا سلفًا؟ وبعد حلول المساء سمعنا صرخات من منزل جارنا، عندما ذهبنا اغتصب الجنود الأم وبناتها الثلاث".
وفي شهادة أخرى نقلها تقرير "صيحة"، فقد حدثت واقعة اغتصاب في منطقة المدينة عرب لأم تبلغ من العمر (38) عامًا، رفقة اثنتين من بناتها القاصرات، جميعهن تعرضن للاغتصاب من جنود الدعم السريع داخل المنزل.
الزواج القسري والاسترقاق الجنسي
ووصل سلاح الحرب الجنسية الذي سلّطته قوات الدعم السريع على المدنيين حد الزواج قسرًا والاسترقاق الجنسي.
إذ وثقت المنظمة الحقوقية إجبار فتيات على الزواج بجنود الدعم السريع في ولاية الجزيرة وحالات استرقاق جنسي واختطاف للفتيات.
وبحسب التقرير، فإن أعدادًا كبيرة في الفترة من آذار/ مارس إلى نيسان/ أبريل الماضي أجبرن على الزواج بجنود الدعم السريع في ولاية الجزيرة، كما وقعت حالات استعباد جنسي واختطاف للفتيات.
وكانت هذه الجرائم تحت إشراف قائد الدعم السريع بولاية الجزيرة أبو عاقلة كيكل.
وطالبت منظمة "صيحة" بمحاكمته جنائيًا بواسطة محكمة جنائية خاصة تشكلها سلطة الأمم المتحدة على غرار المحاكم الخاصة في رواندا والتي أُسّست عقب المذابح.