أكّد ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة ريتشارد بيبركورن اليوم الثلاثاء، أن الوضع في القطاع يزداد سوءًا كل ساعة مع تكثيف إسرائيل القصف على الجنوب حول مدينتي خانيونس ورفح.
وصرّح بيبركورن للصحافيين عبر الفيديو من غزة قائلًا: "الوضع يزداد سوءًا كل ساعة. القصف يشتد في كل مكان، بما يشمل المناطق الجنوبية في خانيونس وحتى رفح".
مساعدات قليلة ونظام صحي ضعيف
كما ذكر بيبركورن أن المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة "قليلة للغاية"، وأن منظمة الصحة العالمية تشعر بقلق بالغ إزاء ضعف النظام الصحي في القطاع المكتظ بالسكان مع تحرك المزيد من الناس جنوبًا هربًا من القصف.
وأضاف: "أريد أن أوضح أننا بصدد كارثة إنسانية متزايدة"، مشيرًا إلى أن المنظمة نفذت أمرًا إسرائيليًا بإزالة الإمدادات من المستودعات في خانيونس.
وتابع أن منظمة الصحة العالمية أُبلغت بأن المنطقة "ستصبح على الأرجح منطقة قتال نشط في الأيام المقبلة"، مشددًا على "أننا نريد أن نتأكد من أننا قادرون بالفعل على توصيل الإمدادات الطبية الأساسية".
وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس قد ناشد الاحتلال الإسرائيلي أمس الإثنين سحب أمر الإخلاء، فيما تنفي إسرائيل أنها طلبت إخلاء المستودعات.
أوامر بترحيل 600 ألف فلسطيني
أما توماس وايت مدير شؤون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في غزة، فكشف أن أوامر صدرت لأكثر من 600 ألف نسمة بالانتقال من أماكنهم للنجاة من القصف.
وكتب وايت على منصة "إكس": "رفح التي يبلغ عدد سكانها عادة 280 ألف نسمة وتستضيف بالفعل حوالي 470 ألف نازح داخليا لن تتمكن من التكيف مع وضع يتضاعف فيه عدد النازحين إليها إلى المثلين".
انتشار كارثي للأوبئة بغزة
بدورها، حذرت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة اليوم الثلاثاء، من كارثة انتشار أمراض وبائية بقطاع غزة جرّاء النقص الحاد بالمياه والغذاء والدواء ومستلزمات النظافة لدى النازحين.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقدته الكيلة بمدينة رام الله بالضفة الغربية، وكشفت فيه أن "الحالة الوبائية في مراكز اللجوء من مدارس وتجمعات مستشفيات وصلت إلى إحصائيات كارثية بكل معنى الكلمة"، في وقت بلغ عدد النازحين في غزة أكثر من 1.8 مليون مواطن، أي ما يقارب 80% من سكان القطاع.
ولفتت الكيلة إلى أن ذلك يأتي "جرّاء النقص الحاد في المياه والغذاء والدواء والمستلزمات التي تتعلق بالنظافة، مما أدى إلى انتشار الأمراض والأوبئة بين النازحين وبأعداد مخيفة تنذر بالكارثة المحققة".
وبحسب الوزارة، تم تسجيل أكثر من 117 ألف حالة التهاب تنفسي حاد، وأكثر من 86 ألف حالة إسهال وجفاف حاد عند الأطفال دون سن الخامسة، وأكثر من 50 ألف حالة مرض جلدي منها 26 ألف حالة جرب وتقمل، وأكثر من 2400 حالة جدري.
كذلك، تم رصد ازدياد في حالات مرض التهاب الكبد الوبائي حيث تم تسجيل حوالي 1000 حالة "وهذا خطير جدًا"، وفق وزيرة الصحة الفلسطينية.
استحالة إنشاء مناطق آمنة بغزة
في هذا الصدد أيضًا، حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، من أن المناطق التي تزعم إسرائيل أنها "آمنة" في غزة مهددة بالتحول إلى أماكن "موبوءة" في ظل غياب المأوى والمياه والصرف الصحي.
وأكّدت الوكالة التابعة للأمم المتحدة أنه "من المستحيل" إنشاء ما يسمى بمناطق آمنة يفر إليها المدنيون داخل غزة، وسط حملة القصف الإسرائيلية.
فقد نبّه المتحدث باسم "اليونيسف" جيمس إلدر في مؤتمر صحفي عن بعد الثلاثاء، إلى أن بعض المناطق المسماة "آمنة" في غزة ليست "منطقية" في الوضع الحالي.
وأضاف: "لا يمكن أن تكون هذه المناطق آمنة ولا إنسانية عندما تعلن من جانب واحد".
وأشار إلدر إلى أن المناطق التي يتم إجلاء الناس إليها يجب أن تتمتع بموارد كافية تبقيهم على قيد الحياة، بما في ذلك المرافق الطبية والمياه والغذاء.
كذلك، أشار المتحدث باسم "اليونيسف" إلى أنه بعد طلب إسرائيل إخلاء مناطق في جنوب غزة، تم التعهد بأن "مستوى موت النساء والأطفال ودمار المنازل كما هو الحال في شمال غزة لن نشاهده في الجنوب"، ولكن الحال لم يكن كذلك قطعًا.
فقد وسع الجيش الإسرائيلي نطاق عملياته البرية في شمال غزة لتشمل القطاع برمّته، مع نشر دبابات قرب خانيونس التي أصبحت بؤرة التوترات الجديدة.