يفضّل بعض الناس الخلود إلى النوم بعد فترة زمنية من تناول وجبة العشاء لأسباب صحية وأخرى تتعلق باتباع نظام غذائي منتظم، فيما لا يستطيع آخرون أن يتخطوا وجبة العشاء أو حتى وجبات إضافية قبل النوم مباشرة.
إلا أنّ دراسة جديدة تحذر الفئة الثانية من مخاطر الأكل قبل النوم لما تتركه هذه الممارسة من آثار سلبية نفسية على وجه التحديد، ومن ذلك إمكانية إصابتهم بالقلق والاكتئاب.
وبحسب الدراسة التي أجراها مستشفى "بريغهام آند ومنز Brigham and Women's Hospital" في بوسطن بالولايات المتحدة الأميركية، فإن هذه الفئة قد تواجه مشكلات نفسية إذا استمرت على عادة الأكل قبل النوم.
نسبة أعلى من الاكتئاب والقلق
وفي التفاصيل، توصل الباحثون إلى أن الأشخاص الذين يأكلون في الليل سجلوا نسبًا أعلى للاكتئاب والقلق مقارنة بالأشخاص الذين اكتفوا بالأكل نهارًا.
وفي دراسة نشرت نتائجها في المجلة العملية "باناس"، وجد الباحثون أنه على مدار تجربة خضع لها متطوعون كان لدى أولئك الذين تناولوا الطعام في الليل نسب أعلى بـ26% من علامات الاكتئاب، و16% من علامات القلق، في حين لم تطرأ تغيرات على الصحة النفسية التي تناولت وجبات طعام في النهار فقط.
ويسعى الباحثون إلى إجراء المزيد من الدراسات المماثلة للكشف عن تأثير عاداتنا الغذائية على الصحة وجودة النوم.
بدورهم، يحذر أخصائيو التغذية من تناول بعض أنواع الطعام قبل النوم في كل الأحوال، وهي الأطعمة الحارة والمقلية والدسمة والحمضية، إضافة إلى المشروبات الغازية، وتلك التي تحتوي على مادة الكافيين.
اختلاف بين الولايات المتحدة والدول العربية
من جهته، يوضح اختصاصي الطب النفسي وعلاج الإدمان تغلب غارز، أن هذه الدراسة أجريت في الولايات المتحدة الأميركية حيث يختلف فيها النظام الغذائي ودوام العمل عن الدول العربية، إذ يكون معظم طعام الأميركيين عبارة عن وجبات سريعة خصوصًا في الليل، مشيرًا إلى ارتفاع نسبة السمنة والقلق والاكتئاب في أميركا مقارنة بالشعوب العربية.
ويشير في حديث لـ"العربي" من العاصمة الأردنية عمّان، إلى أن الدراسة اعتمدت على تناول الوجبات السريعة ولم تعتمد على الطعام الصحي، ما سبب لهم الاكتئاب والقلق والتوتر.
ويبيّن غارز أن الكافيين والمواد المنشطة والغازية والحرة والحمضيات والدخان والكحوليات تؤدي إلى التوتر والقلق، خصوصًا قبل فترة النوم.