تغلب جيك بول على أسطورة الملاكمة مايك تايسون، يوم أمس الجمعة، بقرار بالإجماع ليفوز بول بمعركة الوزن الثقيل بين الأجيال في تكساس، والتي فشلت في الارتقاء إلى مستوى الصخب الهائل الذي أحاط بها، أمام سبعين ألف متفرّج في قاعة "أي تي أند تي" وملايين المتفرّجين حول العالم.
وتم بث المباراة بين بول (27 عامًا) المؤثر على وسائل التواصل الاجتماعي، والبطل السابق للوزن الثقيل تايسون (58 عامًا) مباشرة على منصة نتفليكس وأمام جماهير غفيرة ملأت القاعة.
خيبة أمل
وشعرت هذه الجماهير بخيبة أمل كبيرة، بعدما أظهر تايسون تقدمه في السن، ولم يتمكن مطلقًا من شن أي هجوم ضد منافسه الأصغر سنًا، إذ وجه 18 لكمة، فقط مقابل 78 لبول.
واستخدم بول سرعته وتحرّكاته للهيمنة على تايسون، ووضع بطل العالم السابق في الوزن الثقيل في مأزق عندما وجه له سلسلة من اللكمات في الجولة الثالثة. بيد أنّ المقاتل الشاب أخفق في توجيه ضربة قاضية وعد بها الخميس خلال عملية قياس الأوزان المتوترة، عندما صفعه تايسون على وجهه.
ومع اقتراب النزال من لحظاته الأخيرة، انحنى بول احترامًا لتايسون قبل أن يرن الجرس معلنًا نهاية النزال، وقال: "أولًا وقبل كل شيء، مايك تايسون - إنه لشرف لي أن أتمكن من القتال معه. كان الأمر صعبًا وشاقًا كما كنت أعتقد".
ولم يشكل تايسون، الذي كان يرتدي دعامة على ركبته اليمنى، تحديًا كبيرًا بعد أن تمايل، بسبب بعض اللكمات باليد اليسرى لبول في الجولة الثالثة لكنه بذل جهدًا دفاعيًا كافيًا لتجنب التعرض لأي ضرر خطير. واعترف بعد المباراة بأنه كان يقاتل رغم إصابته في الساق.
وقال تايسون: "نعم، ولكن لا يمكنني استخدام ذلك كمبرر. إذا فعلت ذلك، فلن أكون هنا، لقد كنت أعلم أنه مقاتل جيد. كان مستعدًا وجئت للقتال. لم أثبت شيئًا لأي شخص بل لنفسي فقط. أنا لست من هؤلاء الرجال الذين يعيشون لإرضاء العالم. أنا سعيد فقط بما أستطيع القيام به".
عودة متعثرة للبطل
وخاض تايسون، أحد أبطال الوزن الثقيل الأكثر إثارة للرعب على الإطلاق، خلال أوج شهرته في أواخر ثمانينات وأوائل تسعينات القرن الماضي، أول نزال احترافي له منذ ما يقرب من 20 عامًا. ولم يبد أي التزام عندما سُئل عما إذا كان سيعود للحلبة مرة أخرى. وقال: "لا أعلم، الأمر يعتمد على الموقف والحالة".
وحصل تايسون بحسب تقارير على 20 مليون دولار أميركي لخوض نزال الجمعة، وذلك بعد حوالي عقدين من نزاله الرسمي الأخير، الذي خسره بالضربة القاضية ضد الإيرلندي كيفن ماكبرايد في 2005.
وكان من المقرّر في البداية أن يقام النزال في يوليو/ حزيران، ولكن تأجل في مايو/ أيار، بعدما احتاج تايسون إلى علاج طبي على متن رحلة جويّة بين ميامي ولوس أنجلوس بعد تقيؤ الدم بسبب قرحة نازفة.
وفّرت هذه الحادثة مادة دسمة للعديد من المنتقدين الذين أدانوا نزال الجمعة واعتبروه أشبه بـ"عرض في سيرك" يقدّم مستوى غير مقبول من المخاطرة بالنسبة إلى تايسون، أصغر بطل للوزن الثقيل في التاريخ في عام 1986، في سن 20 عامًا وأربعة أشهر.
"الحدث الأكبر"
وقال بول، الذي انتصر في 11 مباراة مقابل هزيمة واحدة، إنه يستطيع الآن القتال ضد أي شخص يريده، وربما حتى المكسيكي كانيلو ألفاريز، بعد أن كان عامل الجذب الرئيسي في الحدث الضخم الذي جلب حشدًا جماهيريًا مرصعًا بالمشاهير و72300 من الجماهير إلى موطن فريق دالاس كاوبويز المنافس في دوري كرة القدم الأميركية.
وأضاف: "هذا هو الحدث الأكبر، أكثر من 120 مليون شخص على نتفليكس. لقد حطمنا الموقع، أكبر بوابة ملاكمة أميركية 20 مليون دولار في تاريخ الولايات المتحدة، والجميع سيأتي في المركز التالي بالقائمة".
ووُلد بول قبل ستة أشهر من قضم تايسون لجزء من أذن إيفاندر هوليفيلد في "نزال القرن" عام 1997 .ومنذ نزاله الأوّل أمام صانع محتوى آخر على يوتيوب في عام 2018، ارتدى بول القفازات لمنازلة لاعب كرة سلة ونجوم في فنون القتال المختلطة (أم أم ايه) وملاكمين محترفين. في 12 نزالًا، فاز بـ11، سبعة منها بالضربة القاضية، وخسر مرّة واحدة.