يعتقد العلماء أنهم تمكنوا من فك اللغز وراء جلطات الدم النادرة التي تسبب بها لقاح أكسفورد أسترازينيكا، بحسب صحيفة "ديلي ميل".
ويقول فريق من الخبراء الدوليين، يضم باحثين من أسترازينيكا، إنه في عدد قليل جدًا من الحالات - حوالي حالة واحدة من كل 100000 في المملكة المتحدة - يمكن للقاح أن يطلق تفاعلًا متسلسلًا يؤدي إلى خلط الجسم بين الصفائح الدموية الخاصة به وأجزاء من الفيروس.
ويُعتقد أن اللقاح البريطاني الصنع قد أنقذ حوالي مليون شخص من كوفيد وكان العمود الفقري لطرح المملكة المتحدة الأولي في وقت سابق من العام، مما ساعدها على أن تصبح أكثر الدول تطعيمًا في الغرب.
لكن المخاوف بشأن الجلطات أدّت إلى تقييده في الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا في المملكة المتحدة في الربيع، وأدت إلى تفضيل لقاحات فايزر وموديرنا للشباب. كما تم حظر لقاح أسترازينيكا تمامًا في العديد من الدول الأوروبية وقررت الولايات المتحدة عدم اعتماده.
وقدمت الحكومة البريطانية منحة طارئة لفريق من العلماء بقيادة جامعة كارديف للتحقيق في ظاهرة التخثر.
يعمل مثل المغناطيس
يقول العلماء المشاركون في الدراسة الجديدة، والذين نشروا نتائجهم في مجلة "سينس أدفانسز" أن غلاف لقاح الناقل - فيروس الإنفلونزا الضعيف المستخدم لتعليم الخلايا كيفية تحييد كوفيد - يعمل أحيانًا مثل المغناطيس ويجذب الصفائح الدموية.
ولأسباب لا يزال العلماء يبحثون عنها، يخطئ الجسم بعد ذلك في أن هذه الصفائح الدموية تشكل تهديدًا وينتج أجسامًا مضادة لمكافحتها. ويؤدي تجمع الصفائح الدموية والأجسام المضادة معًا إلى تكوين جلطات دموية خطيرة.
لكنهم يؤكدون أن هذا نادر للغاية، حيث سجلت 426 حالة فقط في بريطانيا حتى الآن من بين حوالي 50 مليون جرعة من اللقاح، أي ما يعادل أقل من حالة واحدة من بين كل 100000 حالة تلقيح. كما تم ربط الآثار الجانبية للقاح بـ 73 حالة وفاة في البلاد.
ويعمل الباحثون الآن لمعرفة المزيد حول العملية التي تسبب هذه الجلطات وما إذا كان من الممكن تعديل اللقاح لتقليل هذا الخطر.
كيف يعمل لقاح أسترازينيكا؟
يحتوي لقاح أسترازينيكا على فيروس معدّل وراثيًا، وهو فيروس انفلونزا الشمبانزي. وتم تعديله ليكون غير قادر على إصابة جسم الإنسان. يوصل اللقاح جزءًا من الشفرة الجينية لفيروس كوفيد الذي يتعلم الجسم بعد ذلك بفضله على التعرف على عدوى حقيقية من الفيروس والاستعداد لها.
فبعد وصول الفيروس الغدي إلى الجسم، يرتبط ببروتين معين في الدم، يُعرف باسم عامل الصفائح الدموية 4، والذي يستخدمه الجسم عادةً لتعزيز التخثر في حالة الإصابة. وباستخدام صور مفصلة للفيروس الغدي في اللقاح، أظهر العلماء أن لقاح أسترازينيكا مشحون سالبًا، ويمكن أن يجتذب بروتينات موجبة الشحنة مثل المغناطيس.
حالات نادرة
يعتقد الباحثون أنه في حالات نادرة، يعتبر الجهاز المناعي للجسم أن مجموعة الصفائح الدموية تشكل تهديدًا ويطلق أجسامًا مضادة لمهاجمتها، وتتجمع معًا وتتسبب في حدوث جلطات دموية قد تكون مهددة للحياة.
تسمى هذه الحالة قلة الصفيحات التخثرية المناعية التي يسببها اللقاح. وقال البروفيسور آلان باركر، الخبير في استخدام الفيروسات الغدية في الطب من جامعة كارديف، والذي شارك في الدراسة: "يحدث التخثر المناعي فقط في حالات نادرة للغاية لأن سلسلة من الأحداث المعقدة يجب أن تحدث لتحريك هذا الجانب النادر جدًا".
ويأمل الباحثون في التمكن من استخدام النتائج التي توصلوا إليها لفهم التأثيرات الجانبية النادرة للقاحات كوفيد الجديدة بشكل أفضل وتصميم لقاحات أفضل في المستقبل.