تسابق الحكومات الزمن لكبح جماح فيروس كوفيد-19 الذي يفاجىء العالم بمتحوراته الجديدة في كل مرة. وقدم العلماء اللقاحات بوصفها خشبة الخلاص لتحرير المعمورة من قيود الوباء. لكنّ الآمال اصطدمت بأعراض اللقاحات الجانبية التي بطّأت من وتيرة التلقيح، وأثارت القلق في نفوس الناس.
تلقّى حتى الآن مليار شخص حول العالم لقاح كوفيد-19، وتستمر الدراسات لمعرفة المضاعفات والآثار الجانبية التي تسببها بعض أنواع اللقاحات.
يعتبر ضرار بلعاوي، أستاذ العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية، أن أعداد من تلقوا اللقاح حتى الآن قليلة، حيث تصل نسبة الملقحين إلى %6,4 من سكان الأرض.
ويقول في حديث إلى "العربي": "نعوّل الآن على زيادة وتيرة التطعيم، عبر زيادة وتيرة التصنيع والتصدير لكبح جماح هذه الجائحة". ويضيف: "ستكبح حملات التلقيح عمليات تحور الفيروس". ويشير إلى أن هذه اللقاحات تسبب عوارض جانبية مثلها مثل أي لقاح آخر.
ماذا عن التجلطات الدموية؟
يؤكد بلعاوي أن حصول التجلطات الدموية المصاحبة لانخفاض الصفيحات الدموية "هو عارض نادر جدًا يحصل بنسبة واحد إلى أربعة بالمليون". ويحصل ذلك بسبب ردة فعل الجسم المناعية التي تؤدي إلى إطلاق أجسام مضادة.
ويعتبر أن كل اللقاحات قد تسبب هذه الحالة، ولكن يبدو أن آلية الفيروس الحامل في بعض اللقاحات مثل "أسترازينيكا" و"جونسون آند جونسون" هي المسبب في حالات نادرة جدًا. ويمتد خطر حدوث تجلطات لفترة 14 يومًا بعد تلقي اللقاح، وقد تستمر حتى 28 يومًا بخطر أقل.
ويشرح البلعاوي عن أعراض حدوث تجلطات بعد تلقي اللقاح. ويقول: "إن حدوث أي بقع دموية بعيدة عن مكان الحقن، يدل على حصول نزيف". كما تعد آلام الصدر والصعوبة في التنفس وتورم الأطراف تستدعي حصول المتلقح على المساعدة الطبية.
وبحسب البلعاوي، فإن علاج هذا العارض السلبي بسيط جدًا عبر دواء مخصص يعطى في الوريد. وفي المقابل، ينفي أن يكون تناول أدوية مسيلة للدم مفيدًا لتفادي حدوث التجلطات.
كما يؤكد أنه لا يوجد أي طريقة لتجنب الأعراض الجانبية للقاح. ويشير إلى أن الفحوص المخبرية التي تظهر استعداد الدم للتجلط تُجرى فقط عند ظهور الأعراض.
لماذا تختلف الآثار الجانبية بين شخص وآخر؟
لا يرتبط ظهور الأعراض بتكوين أجسام مضادة في الجسم. وتختلف الأعراض بين شخص وآخر بسبب تنوع الطبيعة المناعية للأجسام. وبشكل عام يكوّن صغار السن ردة فعل مناعية أقوى من كبار السن، بحسب البلعاوي.
كما يؤثر العرق وتاريخ المطاعيم التي تلقاها الفرد على الاستجابة المناعية.
كذلك قد تختلف حدة الأعراض التي تلي تلقي الجرعة الأولى عن تلك التي تلي تلقي الجرعة الثانية، وذلك بحسب نوع اللقاح. ويعد ألم الذراع من الأعراض الجانبية الموضعية المعروفة للقاح.
ويؤكد البلعاوي أن المتعافي من الإصابة بالفيروس يمكن أن يأخد اللقاح في أي وقت. كما يذكر أن التلقيح أو الإصابة بأحد فيروسات عائلة كورونا كالإنفلونزا وكوفيد-19 لا تعطي مناعة عمرية بل يمكن أن تصل المناعة لسنة، لذا يمكن أن يصبح التطعيم سنويًا.