الأحد 8 Sep / September 2024

يعد الأكبر في العالم.. جبل جليدي يتجه نحو شمال المحيط القطبي الجنوبي

يعد الأكبر في العالم.. جبل جليدي يتجه نحو شمال المحيط القطبي الجنوبي

شارك القصة

يُقدَّر وزن الجبل "إيه 23 إيه" بما يقارب ألف مليار طن ويصل سمكه في بعض الأماكن إلى 400 متر - رويترز
يُقدَّر وزن الجبل "إيه 23 إيه" بما يقارب ألف مليار طن ويصل سمكه في بعض الأماكن إلى 400 متر - رويترز
انفصل الجبل الجليدي "إيه 23 إيه" للمرة الأولى عن ساحل القطب الجنوبي في 1986 مما يجعله الأقدم والأكبر في العالم.

كان إيان ستراكان يُدرك عندما كانت سفينته تمخر عباب بحار القطب الجنوبي الأحد الفائت، أنها تقترب من عملاق أبيض يطفو في مكان ما أمامه ويحتجب وراء الضباب الكثيف، هو في الواقع أكبر جبل جليدي في العالم.

ويفيد ستراكان الذي كان يومها يقف للمرة الأولى في حضرة هذا الجبل الجليدي وكالة "فرانس برس"، بأن "الغيوم انقشعت بعد ذلك"، ما مكّنه من "رؤية هذا الخط الأبيض، المجرّد تقريبًا، يمتد على طول خط الأفق".

ومع تقدم السفينة، كانت تظهر شقوق ضخمة وأقواس زرقاء بديعة منحوتة في الجدار الجليدي. مشيرًا إلى أن بعض الأقواس انهارت تحت ضربات الأمواج التي كان ارتفاعها يبلغ أربعة أمتار.

وتبلغ مساحة الجبل الجليدي "إيه 23 إيه" (A23a) ذي الشكل المسنن نحو أربعة آلاف كيلومتر مربع.

ويُقدَّر وزن الجبل بما يقارب ألف مليار طن، ويصل سمكه في بعض الأماكن إلى 400 متر. وهو يتجه نحو شمال المحيط الجنوبي، ويقع في الوقت الراهن بين جزيرة "إليفانت آيلند" وجزر أوركني الجنوبية.

أكبر جبل جليدي في العالم

ولم تكن بعثة إيان ستراكان الاستكشافية الخاصة، التي تديرها شركة "إيوس إكسبيديشنز"، أول من وقعَ على هذا المشهد.

ففي ديسمبر/ كانون الأول الفائت، كانت سفينة الأبحاث القطبية البريطانية "آر آر إس سير ديفيد أتنبرو" تنفّذ مهمة علمية في القارة القطبية الجنوبية عندما تبيّن أن "إيه 23 إيه" يعيق طريقها.

ويتحدث قائد البعثة أندرو مايرز عن "سحر" اللحظة التي اقتربت فيها سفينته من الجبل الجليدي، وظهرت الشمس، وكانت مجموعة من الحيتان القاتلة تسبح بجواره.

جبل جليدي
تبلغ مساحة الجبل الجليدي "إيه 23 إيه" ذي الشكل المسنن نحو أربعة آلاف كيلومتر مربع.- رويترز

ويقول هذا العالم من هيئة المسح البريطانية للقارة القطبية الجنوبية "بريتيش أنتركاتيك سورفي": "لقد احتجنا إلى ست ساعات بكامل قوة السفينة لتجاوز الجبل".

وفي عام 1986 انفصل الجبل الجليدي "إيه 23 إيه" للمرة الأولى عن ساحل القطب الجنوبي، مما يجعله في آن واحد الأقدم والأكبر في العالم.

لكنه سرعان ما علق في المياه الضحلة في المحيط، وبقي ثابتًا قي موقعه نحو ثلاثة عقود. وفي عام 2020، لاحظ أندرو فليمنغ من "بريتيش أنتركاتيك سورفي" أيضًا، استنادًا إلى صور التقطتها الأقمار الصناعية، أن العملاق الجليدي "يتأرجح".

وما لبث الجبل أن تحرّر في أواخر العام الفائت من الموقع الذي كان عالقًا فيه، وبدأ بالتوجه شمالًا.

"الوحش الكبير"

ولا تزال مفتوحة مسألة الارتباط بالتغير المناخي، إذ وصل الجليد البحري الشتوي في القارة القطبية الجنوبية إلى مستوى قياسي من الانخفاض عام 2023. ويشبّه أندرو مايرز ذلك بمحاولة تفسير حريق أو فيضان واحد بالاحترار المناخي العالمي.

إلا أن أندرو فليمنغ يشرح أن تكوين هذا النوع من الجبال الجليدية هو عملية طبيعية، وأن كتلة أو اثنتين ضخمتين من الجليد تنفصلان في كل عام عن القارة البيضاء.

ويعتقد فليمنغ أن تكون "نهايته حانت" وأنه يعيش أشهره الأخيرة، ولأن "الوحش الكبير"، كما يسميه، يتقدم ببطء، "كان ليتوافر متسع من الوقت أمام السفينة تايتانيك لرؤيته" قبل أن تصطدم به.

ومنذ أن انفصل "إيه 23 إيه" عن القارة البيضاء، اتبع تقريبًا المسار نفسه الذي اتبعه الجبلان الجليديان الضخمان السابقان "إيه 68" وإيه 76"، مرورًا بالجانب الشرقي من شبه جزيرة أنتاركتيكا القطبية الجنوبية وبحر ويدل، على طول طريق تُعرف باسم "ممر الجبال الجليدية".

ويتوقع أندرو فليمنغ أن تؤدي مياه أعلى حرارة وأمواج أكبر على طريقه إلى كسره.

وإذا سار على خطى سلفيه فسوف يتجه نحو جزيرة جورجيا الجنوبية الغنية جدًا بحيواناتها البرية كطيور البطريق والفقمات.

ويثير ذلك بعض القلق، إذ إن الجبل الجليدي، في حال توقّف بالقرب من الجزيرة، قد يمنع هذه الحيوانات من الوصول إلى مكان تغذيتها المعتاد. إلا أن هذا السيناريو غير محتمل.

ويوضح أندرو مايرز أن الجبل الجليدي "إيه 68" انقسم بدلًا من ذلك إلى قطع صغيرة، مما جعل الملاحة صعبة على قوارب الصيد.

لذلك، من المرجّح أن ينجرف "إيه 23 إيه" نحو محيط الجزيرة ويواصل مساره نحو الشمال. وفي نهاية المطاف يذوب في المياه الدافئة، مثل كل الجبال الجليدية التي تسلك هذا الاتجاه.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
تغطية خاصة
Close