الجمعة 15 نوفمبر / November 2024

17 عامًا في السياسة.. أبرز محطات سعد الحريري من خلافة والده إلى الاعتزال

17 عامًا في السياسة.. أبرز محطات سعد الحريري من خلافة والده إلى الاعتزال

شارك القصة

تقرير من "أنا العربي" يرصد رحلة سعد الحريري من خلافة والده إلى اعتزال السياسة (الصورة: غيتي)
دخل سعد الحريري معترك السياسة إثر اغتيال والده عام 2005، وبات يعرف بـ"الشيخ سعد"، بعدما ورث رئاسة تيار المستقبل، وشكل تحالف "14 آذار".

علّق رئيس تيار "المستقبل" في لبنان سعد الحريري، مشاركته في العمل السياسيّ، مرجعًا ذلك لاقتناعه بـ"ألا مجال لأيّ فرصة إيجابية للبنان في ظلّ النفوذ الإيراني والتخبط الدولي والانقسام الوطني".

وبدأت حياة الحريري السياسية، عقب اغتيال والده رفيق الحريري عام 2005، الذي كان قد شغل منصب رئيس الوزراء آنذاك، وأعلن نهايتها في وقت تعيش فيه البلاد انهيارًا اقتصاديًا غير مسبوق.

ولد سعد الحريري في السعودية عام 1970، من أم عراقية تدعى نضال بستاني، هي الزوجة الأولى لرفيق الحريري، وله إخوة ستة وهم بهاء وأيمن وهند وفهد وحسام.

برز رفيق الحريري في التطوير العقاري في السعودية، وحصل على الجنسية عام 1978، ليحصل الابن سعد عليها كذلك إلى جانب الجنسيتين اللبنانية والفرنسية.

وسطع نجم الحريري الأب، بعد توليه منصب رئاسة الحكومة، عقب انتهاء الحرب الأهلية وتوقيع اتفاق الطائف 1989، وكان أبرز قياصرة إعمار بيروت.

درس سعد الحريري إدارة الأعمال في جامعة جورج تاون في الولايات المتحدة، ثم تولى إدارة أعمال عائلته، وترأس شركة سعودي أوجيه للمقاولات التي أسسها والده، كما شغل منصب رئيس اللجنة التنفيذية لشركة أوجيه تليكوم، إضافة إلى العديد من مؤسسات والده وعلى رأسها تلفزيون المستقبل.

كان الحريري يعد لوراثة زعامة تيار المستقبل. وتزوج من لارا ابنة رجل الأعمال السوري بشير العظم.

المعترك السياسي

دخل الحريري معترك السياسة إثر اغتيال والده عام 2005، وبات يعرف بـ"الشيخ سعد"، بعدما ورث رئاسة تيار المستقبل، وشكل تحالف "14 آذار"، مع قوى سياسية أبرزها حزب القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع وحزب الكتائب برئاسة أمين الجميل، والحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة وليد جنبلاط قبل أن ينسحب الأخير لاحقًا.

وكان في المقابل المحور المدعوم إيرانيًا وسوريًا، وأبرز مكوناته حزب الله وحركة أمل، وانضم إليهما التيار الوطني الحر برئاسة ميشال عون.

اتهم الحريري حزب الله وحلفاءه في لبنان باغتيال والده، كما حشد تحالفه لتظاهرات واسعة انتهت بخروج الجيش السوري من لبنان عام 2005، وتشكيل محكمة دولية لمحاكمة الضالعين في اغتيال رفيق الحريري.

وعام 2005، انتخب الحريري نائبًا في البرلمان عن تيار المستقبل، وفاز تياره مع حلفائه بأغلبية المقاعد، ووفقًا لنظام المحاصصة الطائفية، فقد شكل الحكومة فؤاد السنيورة المنتمي لتيار المستقبل السُني.

وعام 2009، تصدر التحالف الذي شكله الحريري الانتخابات التشريعية مرة أخرى، فكلفه الرئيس ميشال سليمان بتشكيل الحكومة، وبذلك أصبح الحريري سيد السراي الحكومي، وقابلته حينها صعوبات إذ لم يستطع تشكيل الحكومة، فكان اعتذاره الأول قبل أن يعود مرة أخرى بعد إلحاح من الرئيس سليمان.

وبعد جولة من المفاوضات الطويلة نجح في تشكيل حكومة ائتلافية، وهي الحكومة رقم "71" في تاريخ لبنان منذ الاستقلال.

لكن شهر العسل بين الخصوم السياسيين لم يستمر، إذ شهدت الحكومة استقالات من التكتل المحسوب على حزب الله وحركة أمل فانهارات عام 2011، فكان اعتزال الحريري الأول، وخلفته حكومة نجيب ميقاتي الوسطي المستقل.

مغادرة لبنان

عقب تلك الفترة، غادر سعد الحريري لبنان وعاش متنقلًا بين فرنسا والسعودية، بعيدًا عن أجواء التنافس الحزبي، قبل أن يعود عام 2014.

عام 2016 كلفه الرئيس الجديد للبلاد ميشال عون بتشكيل حكومة جديدة، وعام 2017 تعرضت شركة سعودي أوجيه لأزمة مالية تسببت في إفلاسها وتصفية أملاكها وبيعها في مزاد علني، لتسديد مستحقات الموظفين المسرّحين، في وقت قدرت فيه ثروة سعد الحريري بـ1,5 مليار دولار.

قيد الإقامة الجبرية

وفي نهاية عام 2017 فوجئ اللبنانيون والعالم  بتقديم الحريري استقالته من رئاسة الحكومة عبر خطاب تلفزيوني من السعودية، وحينها أشارت تقارير إلى أن الحريري عند وصوله إلى السعودية صودر هاتفه وتعرض للاحتجاز، كما ربطت تقارير أخرى بين الأمر وحملة توقيفات فندق الريتز باعتبار أن الحريري يحمل الجنسية السعودية.

وعقب ذلك ظهر الحريري في حوار تلفزيوني محمّلًا إيران وحزب الله مسؤولية تدهور الأوضاع في لبنان، بعدها استمر اختفاء الرجل، ما أثار تكهنات بوضعه تحت الإقامة الجبرية.

وأطلق سراح رئيس تيار "المستقبل" لاحقًا بوساطة فرنسية حسب تقارير، ليسافر إلى فرنسا ويعود منها إلى لبنان متراجعًا عن الاستقالة في ظروف ظلت كواليسها غامضة حتى الآن.

تراجعت شعبية تيار المستقبل بعض الشيء في الشارع السُني، وحصل عام 2018 على 21 مقعدًا فقط في البرلمان، لكن التيار ظل مهيمنًا سُنيًا، وكلف الحريري بتشكيل الحكومة للمرة الثالثة في وقت كانت هناك عاصفة تقترب من الأبواب، إذ فجّرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية فضيحة مدوية، إذ قالت إن الحريري أنفق على عارضة أزياء من جنوب إفريقيا أكثر من 16 مليون دولار بعد أن التقى بها في أحد المنتجعات السياحية الفاخرة بجزيرة سيشل.

وبيّنت الصحيفة أن العارضة تلقت الأموال على مدى سنوات منذ عام 2013، وحينها لم يكن الحريري رئيسًا للوزراء، إلا أنه خلال هذه السنوات، عُلق صرف رواتب موظفي تلفزيون المستقبل المملوك له، لينتهي الحال إلى تفكك وإغلاق إحدى أهم وأعرق الفضائيات العربية.

ونتيجة احتجاجات شعبية على الوضع الاقتصادي، قدم الحريري استقالته في 29 أكتوبر/ تشرين الأول 2019، ليخلفه حسان دياب في حكومة تصريف أعمال، والذي استقال عقب انفجار مرفأ بيروت، ليجد الحريري نفسه مكلفًا بتشكيل الحكومة للمرة الرابعة، لكنه لم يتوصل لاتفاق مع الرئيس عون والأطياف السياسية الداعمة له، مما دفعه لتقديم اعتذاره عن تشكيل الحكومة في يوليو/ تموز 2021.

وعقب ذلك تولى المهمة نجيب ميقاتي، في خطوة مهدت الطريق لإعلان الحريري تعليق عمله السياسي وعدم الترشح للانتخابات البرلمانية المنتظرة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close