يزداد المشهد في السودان قتامة يومًا بعد آخر ويتسع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث قتل 20 مدنيًا على الأقل في غارة جوية على حي سكني في جنوب الخرطوم، فيما يتواصل قصف الجيش لتلك القوات في العاصمة، وفق ما ذكر أبناء المنطقة ولجان المقاومة.
وقالت لجان المقاومة: "إن حصيلة الغارات الجوية على حي الكلاكلة وصلت إلى 20 قتيلًا مدنيًا". كما طال القصف محيط مستشفى الرازي جنوبي الخرطوم ما خلّف قتلى وجرحى من المدنيين.
وسبق للجان المقاومة في الحي أن قالت: "إن المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل في العاصمة السودانية تضم 11 قتيلًا مدنيًا"، مشيرة إلى تعذر نقل الكثير من الجثث المتفحمة والممزقة.
الجيش في محيط سلاح المدرعات
وكانت الاشتباكات أعنف في الأحياء المتاخمة لسلاح المدرعات وسط تحليق مستمر لطائرات الاستطلاع التابعة للجيش السوداني.
ونشرت حسابات تابعة للجيش مشاهد تظهر سيطرة عناصره اليوم الأحد على جزء من محيط سلاح المدرعات وانسحاب قوات الدعم السريع منها بعد معارك دامت عدة أسابيع.
ولفتت مصادر مطلعة لـ"فرانس برس"، إلى أن الجيش كثّف هجماته على مواقع الدعم السريع في أم درمان مستخدمًا وحدات من المدفعيات الثقيلة.
جولات البرهان على الولايات السودانية
وبعيدًا عن ميدان المعارك، يواصل قائد الجيش عبد الفتاح البرهان جولاته على عدد من الولايات، حيث تفقّد رئاسة الفرقة الـ12 في مدينة سنكات في ولاية البحر الأحمر.
وخلال جولته، قال البرهان: إن الجيش والشعب متفقان على "دحر التمرد"، مشيرًا إلى أن ما يشهده السودان يؤكد الحاجة إلى وجود جيش محترف، وفق قوله.
ومن ولاية كسلة، وهي الثالثة التي يزورها البرهان، أكّد أن "التمرّد يمارس عادات دخيلة على السودان وأن الجيش لن يتوقف عن القتال حتى القضاء عليه".
وانطلقت المعارك في 15 أبريل/ نيسان بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.
وأسفرت الاشتباكات حتى الآن عن مقتل نحو 5 آلاف شخص ونزوح 4,6 ملايين سواء داخل البلاد أو خارجها.