السبت 16 نوفمبر / November 2024

"25 يناير.. الحلم الذي اقترب منه المصريون ذات يوم"

"25 يناير.. الحلم الذي اقترب منه المصريون ذات يوم"

شارك القصة

تقول السلطة الحاكمة في مصر: إن التجربة كان لا بدّ أن تنتهي لأجل الأمن، ولأجل السيادة، فيما يقول المصريون: إنه "الحلم الذي اقتربنا منه ذات يوم ونأى عنّا بعيدًا".

في الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني، يتذكّر المصريّون لحظةً فاصلةً في تاريخهم الحديث، لحظة باغت فيها الميدان النظام بأكمله قبل عشر سنوات، وبدت كالحلم لكنّها أفلتت من بين أيديهم كالسراب.

ففي مثل هذا اليوم، قبل عشر سنوات، بدت الثورة فعلًا ممكنًا غير مفارق للواقع ما دام شباب آخرون في تونس قد نجحوا وخلعوا رئيسهم، فكانت "ثورة 25 يناير".

رحل مبارك

على خطى التونسيّين، سار المصريّون في 25 يناير. اقتفوا أثر الثورة التونسيّة، وهتفوا لإسقاط النظام؛ كان الشعار تكثيفًا لوضعٍ مأزوم، وإيذانًا بحتمية التغيير.

حقّق المصريّون ما أرادوا، ورحل حسني مبارك، بقوة دفعهم، وعلى وقع صيحاتهم. وبفخرٍ ينظرون اليوم إلى "الإنجاز" الذي تحقّق قبل عشر سنوات.

لكنّهم ينظرون للخلف، بحسرةٍ أيضًا؛ فهم يرون الميدان حالة مثالية صعبةَ التكرار، ومشرحة للخطايا ومستودعًا للدروس، قد لا تنتهي عِبَرُه ومآثره.

أول تحدّ

رحل مبارك وآل تدبير الأمر بعده للمجلس العسكري، فأطلّ أول تحدٍّ في وجه الميدان، لكنّ الانقسام حينها كان حادًّا وكانت تلك إشارة باعثة على الحذر ومنذرة بالخطر.

في الميدان ذاته، وبعد أشهرٍ قليلة، بدأ صوت بعض الثورة يعلو من جديد، ولكن هذه المرّة ضد بعضها الآخر، فنشأ صراع بين بعضٍ من التيار المدنيّ ونظرائهم الإسلاميّين، على مبدأ "المشاركة لا المغالبة".

وفي الوقت نفسه، احتدم صراع من نوع آخر حول أولوية الانتخابات الضرورية للدستور وحول الدستور السابق على أي انتخابات؛ ليبلغ الاستقطاب ذروته في صناديق الاقتراع.

أول رئيس منتخب

كانت الانتخابات أحد أهمّ مكتسبات الثورة، باعتبار أنّها محطة ديمقراطية لم تكن مألوفة لسنوات طويلة في مصر.

اختارت الصناديق محمد مرسي بوصفه أوّلَ رئيس منتخب، لكنّ بعض المصريين عادوا للشوارع مرة أخرى في 30 يونيو/ حزيران تحت شعارات تصحيح المسار.

وعلى وقع الصراعات، وجد المصريّون أنفسهم فجأة أمام الانقلاب؛ عزل وزير الدفاع آنذاك عبد الفتاح السيسي، الرئيس المُنتخب محمد مرسي، وبدأ التحوّل في المسار.

"الحلم الذي نأى عنّا"

في تلك اللحظة بالتحديد، أصبحت ثورة يناير واقعة بين سريتين، بين رواية الانتفاضة وتهمة المؤامرة؛ ليظهر العسكر مرّة أخرى على مسرح الأحداث ليكون لهم القول الفصل.

شيئًا فشيئًا بدأت شعلة الثورة تخبو، تُرجِم ذلك بوضوح مع إيداع الكثير من رموزها في السجون، فيما فرّ آخرون إلى المنافي، وعادت عقارب الساعة إلى زمن القمع، كما لو أنّ شيئًا لم يكن.

وفي الذكرى، تقول السلطة الحاكمة في مصر: إن التجربة كان لا بدّ أن تنتهي لأجل الأمن، ولأجل السيادة، فيما يقول المصريون: إنه "الحلم الذي اقتربنا منه ذات يوم ونأى عنّا بعيدًا".

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي
Close