أظهرت نتائج أولية غير رسمية لعمليات فرز الأصوات بالانتخابات الرئاسية في الجزائر، تقدّمًا واضحًا للرئيس المنتهية ولايته عبدالمجيد تبون، وبفارق كبير عن منافسيه عبد العالي حساني شريف ويوسف أوشيش، وفقًا لموقع "الجزائر الآن".
ومن المنتظر أن تعلن السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات اليوم الأحد عن النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية.
مشاركة أكبر من انتخابات 2019
وأعلنت السلطة الوطنية المستقلّة للانتخابات الرئاسية أنّ نسبة المشاركة في الانتخابات التي جرت أمس السبت بلغت 48.03%، في حين بلغت نسبة المشاركة وسط الجالية الجزائرية المقيمة في الخارج 19.57%.
وتُعتبر هذه النسبة أكبر من تلك التي تم تسجيلها في الانتخابات الرئاسية الماضية التي جرت عام 2019، وبلغت حينها 41.14% داخل البلاد و9.69% خارجها.
وعزا رئيس السلطة الوطنية المستقلّة للانتخابات محمد شرفي التأخر في إعلان نسبة المشاركة إلى تأخر وصول نتائج ولاية بشار جنوبي غرب الجزائر وتمنراست أقصى جنوب الجزائر، جراء سوء الأحوال الجوية.
وأغلقت مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي (19:00 ت.غ)، بعد تمديد فترة التصويت لساعة، وبدأ فرز الأصوات في الانتخابات التي دعي للمشاركة فيها حوالي 24 مليون ناخب.
وقال شرفي في تصريح للتلفزيون الجزائري الرسمي، إنّ قرار تمديد فتح مراكز الاقتراع "جاء استجابة لطلب عدد من الولايات بهدف تمكين أكبر عدد ممكن من الناخبين من الإدلاء بأصواتهم".
ويتنافس في هذه الانتخابات 3 مرشحين هم الرئيس الحالي عبد المجيد تبون بصفته مرشحًا مستقلًا، ويوسف أوشيش السكرتير الأول لجبهة "القوى الاشتراكية"، وعبد العالي حساني شريف رئيس حركة "مجتمع السلم".
رسائل نسب المشاركة
وأوضح الدكتور توفيق بوقعدة، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة الجزائر، أنّ نسبة المشاركة المتدنية مؤشر مهم على مقاطعة الجزائريين للانتخابات، وهي تحمل رسائل عديدة.
وقال بوقعدة في حديث إلى "التلفزيون العربي" من الجزائر، إنّ عددًا كبيرًا من الجزائريين لديهم موقف واضح من مسار السلطة بعد حراك 22 فبراير، إضافة إلى الاعتراض على الوضع الاقتصادي المتدهور الذي عاشه الجزائريون خلال السنوات الماضية، وفق قوله.
وكان بوقعدة يعلق على نسبة المشاركة المعلنة عند حدود الساعة الخامسة بتوقيت الجزائر، والتي بلغت 26.45%، قبل أن تعلن سلطة الانتخابات عن تحديث النسب.
وأضاف أنّ الرئيس المقبل يواجه تحديات عديدة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، والأمن الداخلي، والعلاقات مع الخارج وتحديدًا مع الدول الإفريقية الأخرى والمحيطين العربي والأورومتوسطي.
وكانت الانتخابات مقررة عند انتهاء ولاية تبون في ديسمبر/ كانون الأول المقبل، لكنّه أعلن في مارس/ آذار الماضي تنظيم اقتراع رئاسي مبكر في السابع من سبتمبر/ أيلول الحالي.
وتُعدّ هذه ثاني انتخابات رئاسية تتمّ تحت إشراف كلي لسلطة مستقلّة للانتخابات بعد استحقاق 2019، بعدما كانت تتم في السابق تحت إشراف وزارة الداخلية وصلاحيات أقل للهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات.