خلال فصل الصيف، تصل درجات الحرارة إلى أقصى درجاتها في مدينة الكويت، ما يجعلها المدينة "الأكثر حرارة في العالم".
وذكرت صحيفة "ميرور" البريطانية أنه خلال الصيف الماضي، ارتفعت درجات الحرارة في الكويت إلى 52 درجة مئوية.
وتعتبر درجة الحرارة هذه منتصف الطريق إلى نقطة الغليان، ومميتة كونها تزيد 12 درجة عن حرارة الجسم الصحية.
ومع بلوغ متوسط درجات الحرارة اليومية حوالي 44 درجة مئوية من يونيو/ حزيران إلى أغسطس/ آب، يتجنّب السكان المحليون الشمس الحارقة، ويختارون بدلًا من ذلك البقاء في منازلهم ومكاتبهم حيث يحافظ تكييف الهواء على برودة الجو.
وتمّ تجهيز المنازل والمكاتب ووسائل النقل المختلفة بأجهزة التبريد، حيث يميل السكان، بدلًا من النزهات اليومية، إلى زيارة المراكز التجارية، المجهّزة بوسائل تبريد الهواء لراحتهم.
وقال مهندس معماري كويتي للصحيفة البريطانية: "مع عدم وجود أي ظل في الشوارع بالخارج، يكاد يكون الأمر كما لو أن الهواء غير موجود".
وتستقطب الكويت أعدادًا كبيرة من الوافدين من جنوب شرق آسيا، وبلدان عربية أخرى للعمل. ويمكن رؤية الكثير من العمال وهم يصطفون في الشوارع، يختبؤون من أشعة الشمس تحت المظلات، أو يتعرّقون من اكتظاظ الحافلات ووسائل النقل العامة.
الأهواز وكراتشي
وأشارت المجلة إلى أن الحرارة الشديدة ليست مشكلة في الكويت فقط.
ففي ولاية خوزستان في الأهواز الإيرانية، ارتفعت درجات الحرارة لتصل نحو 50 درجة مئوية، مقرونة بتلوّث الهواء الذي زاد من تعقيد الوضع لسكان المدينة البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة.
وصنّفت منظمة الصحة العالمية الأهواز في المرتبة الأولى لأسوأ جودة هواء في جميع أنحاء العالم، بسبب ما تفرزه المصانع من دخان، بالإضافة إلى العواصف الترابية التي تحوّل لون الهواء إلى بني داكن.
في حين أنه من غير المعروف بالضبط كيف يؤثر المزيج المميت للحرارة والتلوث على مواطني الأهواز، فمن المتوقّع أن يكون له تأثير أكبر بكثير على ذوي الدخل المتوسط أو المنخفض.
وفي الوقت نفسه، في بلدان أخرى قد يكون للحرارة الشديدة تأثير خطير على السكان.
وفي مدينة كراتشي، أكبر مدن باكستان، تسبّبت موجة حارة الشهر الماضي في وفاة عدة أشخاص، بينما أدى ارتفاع درجة الحرارة في دلهي الهندية إلى أكثر من 45 درجة مئوية، إلى دخول عدد من السكان إلى المستشفيات في مايو/ أيار الماضي.
وفي وقت سابق من هذا العام، واجهت دول الشرق الأوسط والخليج عواصف ترابية غطت المنطقة بطبقة هوائية مائلة إلى اللون الأحمر وصلت حتى إلى أجزاء من إسبانيا، وفرنسا، ولندن.
كما واجهت مصر موجة حر شديدة، حيث تجاوزت درجة الحرارة للمرة الأولى هذا العام حاجز 40 درجة مئوية على القاهرة الكبرى.