الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

60 إلى 100 جندي قتيل يوميًا.. إلى متى يمكن أن تصمد أوكرانيا؟

60 إلى 100 جندي قتيل يوميًا.. إلى متى يمكن أن تصمد أوكرانيا؟

شارك القصة

ناقش جلال العبادي، الخبير العسكري، مسار الحرب في الشرق الأوكراني (الصورة: اسوشييتد برس)
بمجرد الانتهاء من دفن أي جندي أوكراني، يقوم عمال المقابر بتجهيز الحفرة التالية لاستقبال الضحية المقبلة مع اشتداد المعارك في البلاد.

كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، هذا الأسبوع، أن كييف تخسر ما بين 60 إلى 100 جندي يوميًا في صد القوات الروسية التي تواصل هجومها على البلاد منذ أكثر من 100 يوم.

وأشارت وكالة "اسوشييتد برس" إلى أنه بمجرد الانتهاء من دفن أي جندي أوكراني، يقوم عمال المقابر بتجهيز الحفرة التالية لاستقبال الضحية المقبلة مع اشتداد المعارك في البلاد، الأمر الذي يثير التساؤلات حول قدرة القوات الأوكرانية على الاستمرار في مواجهة القوات الروسية.

وذكرت الوكالة أنه على سبيل المقارنة، فقد قتل أقل من 50 جنديًا أميركيًا يوميًا في المتوسط عام 1968 خلال أكثر الأعوام دموية في حرب فيتنام.

وحذّر رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية السابق الجنرال فيكتور موزينكو من أن خسائر قوات بلاده قد تتفاقم في المستقبل.

وقال موزينكو للوكالة: "هذه إحدى اللحظات الحاسمة في الحرب ولكنها ليست الذروة"، مضيفًا أن "الصراع في أوكرانيا هو الأكثر أهمية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، ما يفسر سبب كون الخسائر كبيرة للغاية".

وأضاف أنه من أجل تقليل الخسائر "تحتاج أوكرانيا إلى أسلحة قوية تضاهي الأسلحة الروسية بل وتتفوّق عليها، ما يمكّنها من الرد بالمثل".

"تكتيك استنزاف"

وتسبّب القصف المدفعي الروسي في سقوط العديد من الضحايا في المناطق الشرقية من أوكرانيا، التي بدأت موسكو بالتركيز عليها بعد أن فشلت في الاستيلاء على كييف.

ووصف القائد العام السابق للقوات الأميركية في أوروبا الجنرال المتقاعد بن هودجز الاستراتيجية الروسية بأنها "تكتيك استنزاف كان معمول به في القرون الوسطى، وأن سقوط هذا العدد من الضحايا في صفوف الأوكرانيين سيستمرّ لحين وصول الأسلحة المتطورة التي وعدت بها الولايات المتحدة وبريطانيا لتدمير وتعطيل المدفعية الروسية".

وأضاف هودجز، في مقابلة هاتفية مع وكالة "أسوشييتد برس"، أن "ساحة المعركة في أوكرانيا هي الأكثر فتكًا مقارنة بما شهدناه على مدار 20 عامًا في العراق وأفغانستان"، مشيرًا إلى أن "هذا المستوى من الاستنزاف سيشمل حتى الضباط الأعلى رتبة".

قبل الهجوم الروسي على أوكرانيا، بلغ عديد القوات الأوكرانية نحو 250 ألف جندي. ولم تقدّم الحكومة الأوكرانية العدد الرسمي للجنود القتلى.

وقال الكولونيل المتقاعد في مشاة البحرية الأميركية مارك كانسيان، ويعمل مستشارًا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، إن "الحرب تنتقل الآن إلى مرحلة صراع استنزاف طويل الأمد، وبالتالي يجب على أوكرانيا البحث عن بدائل"، مضيفًا أن "المشكلة تكمن في تجنيد القوات الجديدة، وتدريبها، ووضعها في الخطوط الأمامية".

ومع ذلك، رأى موزينكو أن اعتراف زيلينسكي بالخسائر البشرية الكبيرة في صفوف قواته سيحفّز الروح المعنوية للأوكرانيين، موضحًا أن وصول المزيد من الأسلحة الغربية سيُساعد في قلب المعادلة.

وقال: "كلما عرف الأوكرانيون المزيد عما يحدث في الجبهة، ارتفعت إرادة المقاومة"، مضيفًا: "صحيح أن الخسائر كبيرة، ولكن بمساعدة حلفائنا يمكننا تقليلها والبدء بشنّ هجمات ناجحة في حال الحصول على أسلحة متطوّرة وقوية".

وأكد جلال العبادي، الخبير العسكري، في حديث إلى "العربي"، أن مع وصول راجمات الصواريخ "هيمارس" إلى أوكرانيا، سيشهد الميدان العسكري الأوكراني تحوًلًا كبيرًا لصالح أوكرانيا خلال أسبوع، بشرط خضوع القوات الأوكرانية للتدريب المناسب عليها.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close