بينما كان العالم مشدودًا لمعرفة التطورات على المريخ، مع هبوط المركبة "برسيفرنس" على الكوكب الأحمر، بغرض اكتشاف ما إذا كان للحياة أثر عليه؛ انبرى المؤمنون بأن الأرض مسطحة أمام الحدث الفضائي لقياسه على ميزان معتقداتهم، هذه المرة في فضاء السوشيال ميديا، وعلى سبيل الفضول حينًا والسخرية أحيانًا.
Do I even want to know how the #FlatEarth people are explaining the Mars Perseverance landing? Probably not.
— James Hamric (@HokieinSA) February 23, 2021
التغريدات هذه ظلت هامشية أمام المرتقب من أبحاث المركبة علميًا من جهة، وكذلك تلك النقاشات الجدية والمستمرة على مواقع التواصل بغرض إنكار كروية الأرض من جهة أخرى، والتي تزيد من زخم النظرية وتجذب "مؤمنين" آخرين لتبنيها.
ما هي نظرية الأرض المسطحة؟
تُعد نظرية "الأرض مسطحة" قديمة جدًا، إلا أنها شهدت أولى انطلاقاتها الرسمية في العام 1956 مع تأسيس جمعية الأرض المسطحة بالتزامن مع إطلاق روسيا حينها القمر الاصطناعي سبوتنيك.
ويؤمن أصحاب هذه النظرية بأن الأرض مسطحة وتشكل مركز العالم، مستندين إلى نظريات وتجارب علمية. كما يذهبون إلى اعتبار أن كل ما نعرفه عن كروية الأرض مجرد فبركات ومؤامرات ابتدعتها الحكومات، تمامًا مثل الهبوط على القمر وتفجيرات 11 سبتمبر وغيرها.
من جانبه، يُحيل حساب "مجتمع الأرض المسطحة" الموثّق على تويتر؛ زائريه إلى رابط للحصول على إجابات عن الأسئلة الشائعة في ما يخصّ النظرية. وهناك، على الموقع الإلكتروني، ما يُشير إلى أن الأرض هي بشكل ديسك أو قرص، حيث القطب الشمالي في المركز بينما يشكل القطب الجنوبي جدارًا جليديًا يُحيط بالقارات المعروفة. وهذا النموذج وفق الموقع هو المقبول عمومًا بين أفراد المجتمع.
— FLAT EARTH CANADA (@FLATEARTH111) January 24, 2021
ماذا عن تناوب الليل والنهار؟. الشمس ـ بحسب الموقع المذكور ـ تتحرك في دوائر حول القطب الشمالي وبالتالي عند وجودها فوق رأس المرء يكون النهار، وعندما تغيب يكون الليل.
إلى ذلك، يتبنى المؤمنون بنظرية الأرض المسطحة العديد من الأفكار، منها ما عبّر عنه ثلاثة رجال على إحدى الشاشات البريطانية، وجاء فيه أن الجاذبية على سطح القمر مزيفة والهبوط عليه مجرد خدعة، وأن مقابلة سابقة على الشاشة نفسها مع أحد رواد الفضاء في محطة الفضاء الدولية لم تكن سوى استديو في هوليوود أو شاشة المحطة التلفزيونية نفسها..
دائرة تتسع
تحظى هذه النظرية بدائرة مهتمين. وتُتهم مواقع التواصل ـ ولا سيما يوتيوب ـ بأنها تسهم في إعطاء أصحاب هذه النظرية الدافع ليس فقط للاستمرار والبقاء، بل الانتشار بشكل واسع أيضًا.
ومن الذين وقعوا تحت تأثير هذه النظرية مشاهير، بينهم لاعب كرة السلة في الدوري الأميركي للمحترفين كايري إيرفينغ، الذي كرر في تصريحين له أنه لا يصدق بأن الأرض كروية الشكل، ثم اعتذر في وقت لاحق عن نشره نظرية المؤامرة، لافتًا إلى أنه كان متأثرًا بها بشكل كبير.
ومثل إيرفينغ جذبت هذه النظرية اللاعب سامي واتكنز ومغني الراب بوب، الذي خرج بأغنية "فلات لاين" أو الخط المسطح التي تشير إلى مؤامرات عديدة.
يُذكر أن الحديث عن نظريات المؤامرة راج أخيرًا، لا سيما وأنه رافق حملات التطعيم ضد فيروس كورونا، وكذلك الانتخابات الأميركية حيث سلط الضوء على العديد من المجموعات المنظمة التي تُجاهر بمعتقدات تبدو بعيدة من المنطق، على غرار حركة "كيو إنون" و"براود بويز".
وتشير دراسات إلى أن نظريات المؤامرة قد تكون طريقًا لحجز واستقطاب الأشخاص واستغلالهم في أهداف أخرى أكثر عمقًا من فكرة النظرية السطحية ذاتها.
