ينتظر الأهالي في صعيد مصر حلول موسم حصاد قصب السكر في شهر مارس/ آذار بفارغ الصبر، لما فيه من خير يحمله إنتاج العسل الأسود.
ويصف أهالي الصعيد العسل الأسود برفيق الخبز وغذاء البسطاء، فضلًا عن أنه يشكّل وجبة رئيسة بالنسبة للكثيرين في فصل الشتاء.
ويحتفل المزارعون وصناع العسل ببدء موسم الانتاج الجديد، وينتظره التجار في مختلف محافظات مصر.
طريقة إنتاج العسل الأسود
العسل الأسود أو "وجبة الفقراء"، حاضر دائمًا على موائد الأسر الريفية الصعيدية، وهو يأتي من قصب السكر ويمرّ إنتاجه بمراحل عدة.
وتتضمن مراحل تصنيع العسل الأسود عدة محطات، تبدأ بتجميع القصب ونقله إلى المعصرة. وتتم تنقية الحصاد من القصب الفاسد، قبل أن يرمى في آلات العصر.
بعدها، يطبخ المزيج على النار، ثم يرفع ليصفّى من الشوائب، قبل أن يحين موعد التعبئة ومن ثم مرحلة التوزيع.
ويقدّم موسم العسل الأسود فرص عمل متنوعة لأهالي الصعيد، حيث يسدّ المزارعون والصانعون ديونهم السنوية ويدخرون بعض المال، خلال موسم قطاف قصب السكر.
ويشكّل العسل الأسود أحيانًا الدخل الوحيد لبعض المزارعين الموسميين وأصحاب مصانع إنتاج العسل الأسود، أو ما يعرف أيضًا بدبس السكر.
معوقات إنتاج العسل الأسود في مصر
ولا تخلو صناعة الدبس الأسود من معوقات تؤثر سلبًا على الانتاج؛ إذ لا تزال تجري على خطى الأجداد، في انتظار إدخال تقنيات وآليات حديثة تدفع بعملية الإنتاج نحو الأمام.
وتحتاج هذه الصناعة الصعيدية بامتياز إلى تطوير لإخراجها من "بدائيتها"، كما تعاني أيضًا من تراجع ملحوظ في مساحات القصب المزروعة، وارتفاع أسعار الوقود والأسمدة الكيميائية وكلفة الأيدي العاملة، وهو ما ينعكس ارتفاعًا في كلفة الانتاج، وبالتالي تراجعًا في المردود المادي الناجم عن زراعته.