يعيش الرأي العام الألماني صدمة كبيرة بعد أن كشفت الدراسة المستقلة التي طلبتها الكنيسة الكاثوليكية، عن تعرّض المئات من الأطفال للعنف الجنسي من قبل رجال دين ومسؤولين في أبرشية كولونيا، أكبر أبرشيات البلاد.
وأفادت مقاطع من التقرير، نُشرت الخميس، بأن 314 قاصرًا تعرّضوا لعنف جنسي من قبل 202 من رجال دين أو علمانيين بين عامي 1975 و2018 في الأبرشية.
وبرّأ التقرير الكاردينال راينر ماري فولكي من أي مسؤولية، بعدما كان يشتبه بأنه أراد إخفاء حجم الانتهاكات.
وتسبّبت إدارة فولكي لهذه القضية الحسّاسة جدًا، بأزمة خطيرة في أكبر أبرشية في ألمانيا منذ أشهر. وكان الكاردينال المُحافظ صرّح أنه لا يستبعد الاستقالة إذا تمّ اتهامه.
وقال المحامي بيورن غيركي، في مؤتمر صحافي، إنه وفقًا للتقرير المكوّن من 800 صفحة، فإن أكثر من نصف الانتهاكات شملت أطفالًا تقلّ أعمارهم عن 14 عامًا، معظمهم من الذكور.
وقد أثار فولكي ضجة، العام الماضي، برفضه نشر تقرير أولي بناء على طلبه من قبل شركة محاماة أخرى في ميونيخ تحدّثت عن انتهاكات، ومشاكل في حماية البيانات. وأثار القرار استياء الضحايا، وأدى إلى هروب جماعي للمؤمنين في أبرشيته.
وهذا ما دفع الكاردينال إلى أن يطلب، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، هذا التقرير الجديد من محامي كولونيا بيورن غيركي.
اعتداءات جنسية ضد 3677 قاصرًا
يُذكر أن دراسة كانت قد أُعدّت في العام 2018 بتكليف من مؤتمر الأساقفة الألمان، كشفت أن 1670 رجل دين ارتكبوا اعتداءات جنسية ضد 3677 قاصرًا، بين عامي 1946 و2014.
وقال مشاركون في الدراسة إن العدد الفعلي للضحايا أعلى من تلك الأرقام التي تمّ تداولها، بحسب وسائل الإعلام الألمانية حينها.
ونقلت التقارير الإعلامية أن هذه الاكتشافات التي تعكس فضائح الاستغلال الجنسي للأطفال في دول مثل ألمانيا وأستراليا وتشيلي وفرنسا وإيرلندا والولايات المتحدة، دفعت بالكاردينال الإصلاحي رينهارد ماركس إلى الاعتذار نيابة عن الكنيسة الكاثوليكية الألمانية.
موقف الفاتيكان
وكان البابا فرنسيس أعلن في 6 أكتوبر من العام 2018 عدم التسامح بعد الآن في ما يتعلّق بالسكوت عن الاستغلال الجنسي.
وقال البابا في بيان للفاتيكان حينها: "لن يتمّ التسامح بعد الآن مع الاستغلال وتغطيته"، مشددًا على ضرورة تصدّي الكنيسة لـ"آفة الاستغلال الخطيرة داخل وخارج" الكنيسة.
وطالبت مجموعات أميركية تمثّل ضحايا استغلال جنسي من قبل كهنة كاثوليك، حينها، البابا بنشر قائمة برجال الدين المتّهمين بارتكاب اعتداءات جنسية.
وقال بيان الفاتيكان إن البابا فرنسيس: "مدرك لما تُسبّبه هذه الاتهامات من التباس لدى المؤمنين، ويبدي قلقه حيالها". مشيرًا إلى واجب الكنيسة "بمنع ارتكاب جرائم كهذه في المستقبل بحق الأكثر براءة، والأكثر ضعفًا في المجتمع".