انعكست الأزمة الاقتصادية على الشارع اللبناني بصور مختلفة، تمثلت بمشاجرات بين المواطنين وأصحاب المتاجر الكبرى والاعتصامات والاحتجاجات الشعبية المتكررة وقطع الطرقات.
وتتكرر مشاهد المشاجرات المتعددة التي تشهدها المتاجر الكبرى، الصورة الأقوى لهذا الانهيار التاريخي في لبنان.
واليوم، وقعت مشاجرة كبيرة بين مواطنين وقوى الأمن على أبواب أحد متاجر المواد الغذائية الكبرى في العاصمة بيروت، بسبب اتهامات لصاحب المتجر باحتكار المواد المدعومة من الدولة.
وتزداد تلك الحوادث في الآونة الأخيرة، حيث أدى انهيار سعر العملة المحلية إلى ارتفاع قياسي بالأسعار لاسيما المواد المستوردة الأمر الذي يثقل كاهل المواطنين، خاصة وأن معدلات الحد الأدنى لدخل للفرد لامست الـ60 دولارًا أميركيًا في الشهر، بعد أن كانت قبل سنة ونيف تساوي 400 دولار.
اشكال كبير في سوبر ماركت #فهد - #عين_الرمانة بين مجموعة من المحتجين وإدارة وموظفي السوبر ماركت pic.twitter.com/3Zvzi8FcLs
— AKhbar Beirut - أخبار بيروت (@Akhbarbeirut) March 20, 2021
وأفاد شهود عيان لـ"العربي" أن المشاجرة وقعت بعد معرفة الناس بأن ثمة بضائع مدعومة مكدّسة في مخازن المتجر، فاتجهت مجموعات للمطالبة بالمواد الغذائية ليغلق بعدها موظفو المتجر الأبواب، ويقوموا باستدعاء قوى الأمن.
وقبل وصول القوى الأمنية وقع تضارب بين الموظفين والمواطنين المحتشدين الذين طالبوا بفتح المستودعات قبل أن تفصل القوى الأمنية بين المشتبكين. واستمرت المشاجرة على أبواب المتجر لأكثر من ثلاث ساعات.
من يحاسب أصحاب السوبرماركت الذين يخبؤون ويخزنون المواد الغذائية المدعومة، وحرمان المواطنين منها. هؤلاء هم شركاء السلطة في تجويع الناس. الفيديو من أمام سوبرماركت #فهد في فرن الشباك. جوع #مجاعة #صرخة_مواطن pic.twitter.com/oyq95dAFrF
— Sobhiya Najjar صبحية_مع_الناس@ (@Sobhiyanajjar) March 20, 2021
وارتفعت حدة الاحتجاجات الشعبية في الآونة الأخيرة، قبل أن تهدأ على خلفية اللقاء الأخير الذي جمع رئيس الجمهورية ميشال عون مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، واتفاقهما على لقاء آخر يعول البعض عليه للخروج بتفاهم على حكومة لإدارة الأزمة.
كما أعلن حاكم مصرف لبنان إطلاق "منصة مركزية" من البنك المركزي لضبط سعر الصرف أمام السوق السوداء، الأمر الذي أرخى بظلاله على سعر الليرة اللبنانية التي انخفضت اليوم إلى 10600 مقابل الدولار الأميركي بعد أن لامست الـ15 ألفًا مطلع الأسبوع الجاري.
ويتخوف اللبنانيون من رفع الدعم عن المواد الأساسية؛ الأمر الذي دفع بعض المحتجين منذ أيام إلى اقتحام وزارة الاقتصاد.