في عز موسم الحر الذي تشهده بلدته الساحلية جنوب شرق ميانمار، قدم يو سو أو ثمرة جوز هند قطعها للتو لابنته البالغة من العمر 10 سنوات.
وبمجرد وصول الفتاة إلى الأشجار التي تحد ملكية عائلتها، بدت وكأنها تعثرت وسقطت فانزلقت قطعة جوز الهند من يدها.
الوالد الذي وضع منجله جانبًا وركض نحو ابنته، حملها بين ذراعيه فيما لم يتضح له مصدر الدم المتدفق ولا سبب عدم تفوه الفتاة بأي شيء إطلاقًا.
11 year old Aye Myat Thu, one of over a hundred people killed yesterday by the Myanmar security forces, was buried today in her hometown of Moulmein, together with her favourite toys, books, and a recent drawing. pic.twitter.com/KHjfF4iAwQ
— Thant Myint-U (@thantmyintu) March 28, 2021
وبحسب ما جاء في صحيفة "نيويورك تايمز" كانت الرصاصة أصابت الصدغ الأيمن من الطفلة آي ميات ثو، ولم يمضِ وقت طويل حتى ماتت.
وتشير الصحيفة إلى أنه منذ حدوث الانقلاب في ميانمار في مطلع فبراير الماضي وسجن القادة المدنيين في البلاد، قام الجيش بالقتل والاعتاء والاعتقال دون أي عقاب.
وتلفت إلى أن أكثر من 550 شخصًا قتلو في الشوارع وفي منازلهم على أيدي جنود أو عناصر شرطة وفقًا لمجموعة مراقبة.
ووفق حصيلة جمعتها الصحيفة، فإن ما لا يقل عن 40 من مجموع القتلى هم من الأطفال دون سن 18 عامًا.
قلة من القاصرين قتلوا نتيجة مشاركتهم في الاحتجاجات، فيما كثر آخرون كانوا من المتفرجين أعدموا على ما يبدو برصاصة في الرأس.
وتوضح "نيويورك تايمز" أنه غالبًا ما يُقتل الأطفال وهم يمارسون حياتهم، يلعبون أو يتجمهرون مع عائلاتهم في المدن والبلدات التي انزلقت إلى الرعب.
وتشير إلى أن بعضهم لم يفعل في لحظاته الأخيرة شيئًا أكثر تهديدًا من البحث عن الراحة في حضن أب أو تقديم الشاي أو الركض في ممر مع قطعة جوز في اليد.
وتنقل عن والدة الطفلة آي ميات ثو إشارتها إلى أنها لا تملك أي قوة للانتقام من الجنود الذين قتلوا ابنتها، وأن كل ما يمكنها فعله هو أن تأمل بأن يأتي دورهم قريبًا.