الأحد 27 أكتوبر / October 2024

قراءة في الهجوم الإسرائيلي على إيران.. ما أبرز أهدافه ونتائجه؟

قراءة في الهجوم الإسرائيلي على إيران.. ما أبرز أهدافه ونتائجه؟

شارك القصة

عدّت الخارجية الإيرانية الهجوم الإسرائيلي انتهاكًا للقانون الدولي
عدّت الخارجية الإيرانية الهجوم الإسرائيلي انتهاكًا للقانون الدولي - غيتي
بينما اعتبر الجيش الإسرائيلي أنّ الهجوم الإسرائيلي أتاح لتل أبيب حرية العمل حتى في إيران، قللت طهران من قيمة ما حصل مشيرة إلى محدودية الأضرار.

بعد قرابة 25 يومًا على الهجوم الصاروخي الإيراني على تل أبيب، أعلنت إسرائيل شن "ضربات دقيقة ومركزة" على حد وصفها، ضد 20 هدفًا في عمق إيران فجر السبت.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنّ الهجوم أتاح لإسرائيل حرية العمل حتى في إيران، ضد قواعد ومنشآت مهددة لتل أبيب، على حد وصفه، وهو تعبير يثير تساؤلات بشأن ما إذا كان الهجوم بمثابة مفتاح لسلسلة هجمات إسرائيلية لاحقة في عمق إيران، وبالتالي ربما الانتقال إلى مرحلة جديدة للمواجهة المباشرة بين تل أبيب وطهران.

في المقابل، قللت إيران من قيمة الهجمات الإسرائيلية، مشيرة إلى محدودية الأضرار، رغم تأكيدها أنها تسببت بمقتل 4 جنود لها.

وأقرّ رئيس مجلس حماية مصالح النظام الإيراني محسن رضائي أن الضربة الإسرائيلية كانت أكثر من مجرد استعراض للقوة، لكنها لم تكن مؤثرة، وفق تعبيره.

كما عدّت الخارجية الإيرانية الهجوم الإسرائيلي انتهاكًا للقانون الدولي، مؤكدة أن طهران تملكُ الحق في الدفاع عن نفسها إزاء ما وصفته بالأعمال العدوانية الخارجية.

وفي الموقف الأميركي، حذر مسؤول كبير في البيت الأبيض إيران من التداعيات إذا ردت على إسرائيل، مضيفًا أن واشنطن لا ترغب في أن يحدث ذلك، بينما أكدت تقارير إسرائيلية وأميركية، أن واشنطن كانت على علم بطبيعة الهجوم على إيران قبل حدوثه.

وعلى صعيد ردود الفعل الدولية حثت فرنسا والمملكة المتحدة ودول أخرى جميع الأطراف على ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد الإقليمي، محذرة في الوقت ذاته من مغبة أي رد إيراني على ما جرى.

أما عربيًا، فقد أدانت قطر والسعودية وعُمان والعراق والأردن ومصر، الهجوم الإسرائيلي، بوصفه انتهاكًا صارخًا لسيادة إيران، ويتسبب في تداعيات خطيرة على المنطقة.

الراوية الإيرانية للهجوم

وفي هذا الإطار، يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران حسين رويوران أن الرواية الإيرانية بشأن الهجوم تختلف بشكل كبير عن رواية إسرائيل، لافتًا إلى أن الطائرات الإسرائيلية أطلقت صواريخها من على مسافة 100 كلم، أي أنها لم تدخل الأجواء الإيرانية.

وأشار في حديث إلى التلفزيون العربي إلى أن الهجوم الإسرائيلي استهدف 3 محافظات هي طهران وإيلام وخوزستان، لافتًا إلى أن أي صاروخ لم يصب موقعًا عسكريًا في طهران بسبب كثرة المضادات الجوية.

أما في إيلام وخوزستان فقد كان هناك استهداف لبعض الرادارات التي تم ترميمها بحسب رويوران.

وأكد أن توصيف الهجوم في إيران هو أنه هجوم محدود، لافتًا إلى أن الحديث يجري عن أن المضادات استطاعت إسقاط 90% من الصواريخ التي أطلقت على البلاد.

رويوران اعتبر أن إسرائيل حاولت تضخيم صورة هجومها لحفظ ماء الوجه بعد الضربة التي استهدفت القواعد الجوية الإسرائيلية في أول الشهر الحالي، مشددًا على أن تل أبيب لم تستطع تغيير المعادلات بالمنطقة.

إسرائيل تستجيب لواشنطن

من جهته، يشير الباحث في مركز مدى الكرمل مهند مصطفى إلى أن الهجوم الإسرائيلي يحظى بنقد شديد داخل المجال السياسي الإسرائيلي، معتبرًا أنه كان أقل بكثير من سقف الخطاب الإسرائيلي الذي صدر في وقت سابق.

وقال للتلفزيون العربي من أم الفحم إنها المرة الأولى التي تستجيب فيها إسرائيل للمطالب الأميركية من حيث ضبط الهجوم منذ أكتوبر الماضي، معتبرًا أن السبب متعلق باقتراب الانتخابات الأميركية.

وأكد أن هناك قناعة إسرائيلية أن الولايات المتحدة ستقود بعد الانتخابات الأميركية المسار السياسي والإستراتيجي في المنطقة.

ولفت إلى أن إسرائيل علمت حدود قوتها، وهو ما حصل على الجبهة اللبنانية حيث رفعت تل أبيب من سقف خطابها وأهدافها قبل أن يجري الحديث عن أن الجيش سيوقف العملية البرية في لبنان، وعن نقاش حول الذهاب إلى تسوية لإغلاق هذه الجبهة.

مصطفى شدد على أن إسرائيل بدأت تدرك أنها لا تستطيع أن تخضع إيران عبر الآلة العسكرية وخاصة بعد هجوم أكتوبر الماضي الذي أقلق تل أبيب بعدما أظهر القدرات الإيرانية، وكشف الضعف بالقدرات الدفاعية الإسرائيلية.

معضلة إستراتيجية أمام إيران وإسرائيل

أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية حسن المومني اعتبر من جهته أن كلًا من إيران وإسرائيل لديه معضلة إستراتيجية، مؤكدًا أن إسرائيل قوة عسكرية كبيرة إلا أنها لا تستطيع  إستراتيجيًا هزيمة إيران.

ويرى في حديث إلى التلفزيون العربي من عمان أن هزيمة إيران إستراتيجيًا تتطلب قوة هائلة والذهاب إلى طهران وتدمير البنية التحتية، الأمر الذي يحتاج بدوره إلى مساعدة الولايات المتحدة الأميركية المترددة في هذا الأمر.

وفي الوقت ذاته، يقول المومني إن إيران غير قادرة على هزيمة إسرائيل إستراتيجيًا، لذلك فإن إستراتيجية طهران واضحة من خلال مشاغلة واستنزاف تل أبيب عبر أذرع.

وخلُص إلى أن العامل الحاسم في هذا الأمر هو الجانب الأميركي الذي لا يرغب في حرب وسط مواجهات بملفات كثيرة مع طهران.

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي
Close