يواصل الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته اليومية على أهالي حي الشيخ جرّاح، حيث اعتقل جنود الاحتلال، اليوم الجمعة، مواطنين أحدهما كان قد أُصيب في اقتحام جنود الاحتلال لمنزله قبل يومين.
وتتواصل الدعوات الأممية لتل أبيب بوقف عمليات التهجير القسرية في القدس الشرقية، بينما أعلن جيش الاحتلال حالة التأهب، خوفًا من اندلاع أعمال عنف خلال الأسبوع المقبل، في وقت دعت "حماس" إلى النفير العام حتى نهاية شهر رمضان.
اعتقالات ومسيرات تضامنية
واعتقل جنود الاحتلال صالح أبو ذياب، علمًا أنه مصاب، وعريب محمود، ونصب حاجزًا عسكريًا قرب المدخل الرئيسي للحي، في محاولة لمنع المواطنين من الوصول إلى الحي لتنظيم مسيرة دعم وإسناد للأهالي هناك.
وكان الاحتلال اقتحم منزل أبو ذياب بحي الشيخ جراح قبل يومين، واعتدى عليه بالضرب ما أدى إلى إصابته برضوض، نقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وانطلقت مسيرة، ظهر اليوم، في الشيخ جراح ضد الاستيطان وطرد المواطنين من منازلهم، ردّد خلالها المشاركون الهتافات الغاضبة والداعية لإنقاذ الحي، وسط تواجد مكثف لقوات الاحتلال.
ومع تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية في القدس الشرقية والضفة الغربية، حذّرت السلطة الفلسطينية، اليوم الجمعة، من خروج التطورات الميدانية عن السيطرة، داعية واشنطن إلى الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها على القدس والضفة الغربية.
من جهتها، دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس " في القدس، أهالي الضفة وأراضي 48 إلى شدّ الرحال للمسجد الأقصى، والمقاومة في غزة لإعلان النفير حتى صبيحة يوم عيد الفطر المبارك.
تحذيرات أممية
بدورها، حذّرت الأمم المتحدة، الجمعة، من أن عمليات الإخلاء القسري التي ترتكبها إسرائيل بحقّ الفلسطينيين في القدس الشرقية قد تُشكّل "جرائم حرب"، داعية تل أبيب إلى إنهاء جميع هذه العمليات. بينما شارك مئات الأردنيين عقب صلاة الجمعة في اعتصام وسط عمان تضامنًا مع عائلات حي الشيخ جراح.
وتأتي الدعوة إثر اعتقال 15 فلسطينيًا ليلًا في أعقاب اشتباكات بين قوات الأمن الإسرائيلية ومستوطنين من جهة ومحتجين على إجلاء عائلات فلسطينية في حي الشيخ جرّاح من جهة أخرى.
وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان روبرت كولفيل: "نود أن نؤكد أن القدس الشرقية لا تزال جزءًا من الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويسري عليها القانون الإنساني الدولي".
وشدّد كولفيل على أن "إسرائيل لا تستطيع فرض منظومتها التشريعية في الأراضي المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية"، داعيًا "إسرائيل إلى احترام حرية التعبير والتجمّع، وهذا يشمل المحتجين على عمليات الإخلاء، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس في استخدام القوة".
وكانت كل من باريس وبرلين ولندن وروما ومدريد، دعت إسرائيل إلى "إنهاء سياستها في توسيع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة" التي وصفتها بأنها "غير قانونية"، ووقف عمليات الإخلاء في القدس الشرقية.
استنفار إسرائيلي
إلى ذلك، كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن جيش الاحتلال أعلن حالة التأهب، خوفًا من اندلاع أعمال عنف في القدس الشرقية، خلال الأسبوع المقبل.
وذكرت الصحيفة أنه "مع وجود العديد من الأحداث الساخنة التي تتركّز على القدس، فإن القيادة المركزية في حالة استعداد، تحسبًا لوقوع هجمات من أنصار حماس في الضفة الغربية وغزة، وتحديدًا بعد البيان، الذي وصفته بـ"النادر"، للقائد في الحركة محمد الضيف، الذي يهدد فيه إسرائيل بأنه "إذا لم يتوقّف العدوان على شعبنا بحي الشيخ جراح في القدس الشرقية فورًا، فإن إسرائيل سوف تدفع ثمنًا غاليًا".
اعتصام تضامني في الأردن
وفي السياق ذاته، تجمّع نحو 500 أردني أمام المسجد الحسيني الكبير وسط عمان في اعتصام تضامني، تحت عنوان "القدس عنوان الصمود" نظّمته جماعة "الإخوان المسلمين" في الأردن.
وهتف هؤلاء: "أسرج خيلك لا ترتاح، نحن فداء الشيخ جراح"، و"يا مرابط يا حبيب صوتك ارعب تل أبيب"، إضافة إلى "زمن الذل ولى وراح، احنا رجال الشيخ جراح". كما حملوا لافتات كتب عليها "أنقذوا حي الشيخ جراح" و"أرض الشيخ جراح عربية إسلامية"، و"إلى فلسطين .. كل فلسطين، نحن عائدون".
وقال النائب صالح العرموطي، خلال الاعتصام، إن "إخلاء حي الشيخ جراح مخالف لقوانين الشرعية الدولية والقانون الدولي ويوائم وصف جريمة حرب"، داعيًا الأنظمة العربية إلى "أن تتحرّك وتُحرّك قضايا أمام المحكمة الجنائية الدولية".
