السبت 16 نوفمبر / November 2024

قضية حي الشيخ جراح.. هل تضمّها الجنائية الدولية إلى "جرائم الحرب"؟

قضية حي الشيخ جراح.. هل تضمّها الجنائية الدولية إلى "جرائم الحرب"؟

شارك القصة

وجّهت الخارجية الفلسطينية رسالة للمدّعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية تشرح فيها جريمة الترحيل القسريّ لأهالي حي الشيخ جراح، وتطالبها بتضمينها في تحقيقاتها.

اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجدّدًا، مساء أمس الأربعاء، على المعتصمين في محيط المنازل المهدَّدة بالإخلاء في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة.

وأفاد شهود عيان بأن شرطة الاحتلال اعتدت بالضرب على المواطنين المقدسيين الذين حضروا للاعتصام في المنازل الأربع المهدَّدة بالاستيلاء عليها لصالح المستوطنين، كما أطلقت القنابل الصوتية تجاههم.

في غضون ذلك، وجّهت وزارة الخارجية الفلسطينية رسالةً للمدّعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية تشرح فيها جريمة الترحيل القسريّ لأهالي حي الشيخ جراح، وتطالبها بتضمينها في تحقيقاتها عن وقوع جرائم حرب في الأراضي الفلسطينية.

من جهته، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية: إنّ معركة القدس مفتوحة على مصراعيها، محذّرًا من مغبة تنفيذ اقتحامات واسعة للأقصى في أواخر أيام شهر رمضان.

لافروف "قَلِق" من التصعيد في القدس

وفي سياق موازٍ، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن قلقه من التصعيد في القدس، وذلك خلال لقائه نظيره الفلسطيني رياض المالكي في العاصمة الروسية موسكو.

من جانبه، أكد المالكي أن السياسة الإسرائيلية في حي الشيخ جراح ممنهجة ومستمرّة منذ سنوات طويلة، كما دعا إلى تفعيل العملية السياسية والاستناد على الدور الروسي والرباعية الدولية باعتباره أمرًا أساسيًا لذلك.

ويبدو أنّ هذه الزيارة جاءت في ظروف لا تمكّن موسكو من نيل مبتغاها، فلا علاقات روسيا مع أطراف الرباعية الدولية اليوم تمنح لها بالاتفاق على أمر المفاوضات، ولا تأجيل الانتخابات يوفّر الإمكانية لتحديد طرف فلسطيني يتحدّث باسم الفلسطينيين جميعًا.

ويرى الكاتب الصحافي الروسي سيرغي ستروكان أنّ "هذه الزيارة تأتي في سياق الصراع على النفوذ في المنطقة"، مشيرًا إلى أنّ "التوتر بين روسيا والولايات المتحدة يدفع كل طرف إلى النظر إلى علاقاته مع فلسطين والقوى داخلها كأوراق هذه اللعبة الكبيرة".

خطة منهجية لتغيير الوجه الديمغرافي للمنطقة

من جهتها، ترى خبيرة القانون الجنائي الدولي ديالا شحادة أنّ الدولة الفلسطينية تتشبث بحقوقها أمام المحكمة الجنائية الدولية التي أعلنت قبل أشهر قليلة أنها ستفتح تحقيقًا رسميًا في الجرائم المرتكبة من قبل النظام الإسرائيلي بحق الفلسطينيين منذ منتصف يونيو/ حزيران 2014 وحتى الآن.

وتلفت شحادة، في حديث إلى "العربي"، إلى أنّ "أي خطوة ذات بعد سياسي أو خطوة قضائية أو قانونية تضع شيئًا من الضغط على مستوى المجتمعات الحقوقية الدولية بالنسبة للإجراء الإسرائيلي التعسفي بحق مواطنين فلسطينيين يعيشون في حي الشيخ جراح منذ 74 عامًا تقريبًا".

لكنّها تشير إلى أنّه "يجدر إثبات أنّ هذا الإجراء هو جزء من خطة منهجية من أجل تغيير الوجه الديمغرافي لهذه المنطقة ومن دون ذلك سيصعب اعتبار هذه الجريمة من نوع الجرائم الدولية وخصوصًا أنّ الإخلاء طال حتى الآن 4 أسَر بالرغم من أنّ الإنذار وصل لنحو 12 عائلة".

جريمة حرب أو جريمة ضد الإنسانية

وتعرب خبيرة القانون الجنائي الدولي عن اعتقادها بأنّه "يمكن للسلطة رفع تقارير موثقة عن عمليات مشابهة من هذا النوع بدأت قبل سنوات أو قبل أشهر بحق منطقة معينة في ديمغرافية إثنية أو قومية مثل القومية الفلسطينية أو العربية".

وتشدّد على أنّ "من شأن هذه المعلومات أن تكوّن القناعة من عدمها فيما لو كانت هذه الجريمة من نوع الجرائم الدولية سواء كانت جريمة حرب أو جريمة ضد الإنسانية من حيث التهجير القسري والفصل ذي الطابع القومي بين سكان المنطقة".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close