الأحد 15 Sep / September 2024

مواجهة فرنسية أميركية حول غزّة.. باريس توزع نصًّا وواشنطن تلوّح بالفيتو

مواجهة فرنسية أميركية حول غزّة.. باريس توزع نصًّا وواشنطن تلوّح بالفيتو

شارك القصة

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتابع اجتماعًا لمجس الأمن عبر الفيديو (أرشيف غيتي، فبراير 2021)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتابع اجتماعًا لمجس الأمن عبر الفيديو في فبراير 2021 (أرشيف - غيتي)
تتبع واشنطن سياسة المماطلة التي يدفع ثمنها أهل فلسطين منذ عشرة أيام، إذ رفضت ثلاثة إعلانات اقترحتها الصين وتونس ممثلة العالم العربي في المجلس، والنروج.

بدأت مواجهة بين فرنسا وأميركا في الأمم المتحدة بشأن "التصعيد في فلسطين"، في أول أزمة مفتوحة بين الحليفين منذ وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض ووعده بإعادة الانخراط في الدبلوماسية متعددة الأطراف.

فبعد نحو عشرة أيام على فشل مجلس الأمن الدولي في اعتماد إعلان يدين العدوان الإسرائيلي على غزة، تقدمت فرنسا الثلاثاء بمشروع قرار يدعو إلى "وقف العمليات العسكرية" و"إيصال المساعدات الإنسانية" خصوصًا إلى قطاع غزة المحاصر.

في المقابل، كشفت البعثة الأميركية بالأمم المتحدة أنها لن تدعم "تحركات ترى أنها تقوض جهود التهدئة" بين إسرائيل والفلسطينيين، وذلك في معرض ردها على سؤال بشأن المبادرة الفرنسية.

الاقتراح الفرنسي

وفي التفاصيل، فقد سُلّمت مسوّدة مشروع القرار الفرنسي الثلاثاء إلى عدد قليل جدًا من الدول، ووُزّعت مساء الأربعاء على بقيّة أعضاء المجلس الخمسة عشر الذين لديهم حتى مساء الخميس لاقتراح تعديلات، بحسب دبلوماسيين.

وتطالب مسودة النص بوقف فوري للأعمال القتالية وتندد "بإطلاق الصواريخ العشوائي على مناطق مدنية" من دون أن تلقي بالمسؤولية على أحد.

وتحثّ المسودة على حماية المدنيين، وإحياء "عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين التي تسعى إلى حل الدولتين".

ويفسَّر عدم اقتراح باريس موعدًا للتصويت على نصّها، كأنه وسيلة ضغط على واشنطن لتشديد موقفها تجاه إسرائيل.

في المقابل، دعا الرئيس الأميركي الأربعاء إلى "وقف التصعيد بين إسرائيل والفلسطينيين اليوم".

ردّ الولايات المتحدة على فرنسا

ولم يتأخر ردّ الولايات المتحدة القاطع وتلميحها إلى إمكان استعمال حقّ النقض (الفيتو) في حال مضت باريس قدمًا بالمقترح.

وقالت متحدثة باسم البعثة الأميركية في الأمم المتحدة لوكالة فرانس برس: "كنّا واضحين في أننا نركز على الجهود الدبلوماسية المكثفة الجارية لإنهاء العنف، وأننا لن ندعم الخطوات التي نعتبر أنها تقوض الجهود الرامية إلى وقف التصعيد".

من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان خلال جلسة استماع في الجمعية الوطنية: "الموقف الأميركي سيكون حاسمًا"، مضيفًا: "صحيح أننا رأينا الولايات المتحدة متحفظة قليلًا إزاء كل ذلك".

ونبّه إلى أن "إطالة العمليات لا يفيد أحدًا"، مشدّدًا على أنّ "من الضروري للغاية تجنب هجوم بري إسرائيلي سيفتح مرحلة لا يمكن السيطرة عليها".

ولفت إلى أن "أول خطوة يجب تنفيذها هي وقف العمليات العسكرية في أسرع وقت"، مضيفًا: "نأمل حقًا أن تُتّخذ تدابير إنسانية بسرعة كبيرة".

واشنطن تماطل وتعرقل

وتتبع واشنطن، أكبر حلفاء إسرائيل، سياسة المماطلة والعرقلة التي يدفع ثمنها أهل فلسطين المحتلة منذ عشرة أيام، إذ رفضت ثلاثة إعلانات اقترحتها الصين وتونس ممثلة العالم العربي في المجلس، والنروج.

كذلك ماطلت الولايات المتحدة في تنظيم 4 اجتماعات للمجلس منذ 10 مايو/ أيار، حتى أنّها تسببت في تأجيل أحدها قبل أن يعقد أخيرًا الأحد بصيغة مفتوحة.

توتر أوروبي – أميركي ملموس

ويعجز حلفاء واشنطن الأوروبيون التقليديون عن فهم أسباب التكتيك الأميركي هذا، وقالت جيرالدين بيرن ناسون، سفيرة أيرلندا العضو غير الدائم في مجلس الأمن، الثلاثاء: "أعضاء المجلس يتحملون مسؤولية جماعية عن السلم والأمن الدوليين. حان الوقت لكي يتدخل المجلس ويكسر صمته ويتحدث".

وقال سفير أوروبي آخر طلب عدم كشف اسمه: "نحن ببساطة نطلب من الولايات المتحدة دعم بيان لمجلس الأمن يقول أشياء مماثلة لتلك التي تقولها واشنطن على الصعيد الثنائي".

ونقلت "فرانس برس" عن سفير آخر طلب عدم الكشف عن هويته: "إنه أمر غريب بعض الشيء بسبب تطلعنا جميعًا لعودة الأميركيين إلى الدبلوماسية متعددة الأطراف".

وأضاف: "اعتقدنا أيضًا أن الولايات المتحدة ستكون حريصة على إظهار أهمية مجلس الأمن في مثل هذه المواقف".

واشنطن تحمي الاحتلال

ويحتاج إصدار قرار في مجلس الأمن لتسعة أصوات وعدم اعتراض أي من الدول دائمة العضوية، وهي روسيا والصين وفرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا.

وعادة ما تحمي الولايات المتحدة حليفتها إسرائيل في الأمم المتحدة، لا سيما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعهّد بمواصلة التصدي للمقاومة في غزة رغم أن بايدن حثه على "التهدئة".

وقد يترك التوتر الملموس بين فرنسا وأوروبا مع الولايات المتحدة آثارًا على ملفات أخرى منها اختلاف حول تقديم المساعدة إلى القوة المناهضة لـ"المقاتلين الجاهديين" في منطقة الساحل الإفريقي.

الأبرياء يدفعون فاتورة التأخير الدولي

وبعد 10 أيام من المقاومة، يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث ارتفعت معه حصيلة الضحايا إلى 227 شهيدًا بينهم 64 طفلًا و38 سيدة و16 مسنًّا، بحسب وزارة الصحة، التي أشارت إلى أن عدد الجرحى ارتفع أيضًا إلى 1620.

وقد يزيد تحركّ مجلس الأمن الدولي الضغط على طرفي الصراع لإنهاء القتال ويكمل المبادرات الدبلوماسية الأخرى.

وقال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الأربعاء: "نعتقد بأن لحديث مجلس الأمن بصوت واحد قوي وزنًا في الواقع، ليس فقط في هذه الحالة ولكن في حالات الصراع الأخرى".

تابع القراءة
المصادر:
وكالات
تغطية خاصة
Close